عباس الوردي: فرنسا فشلت في التوسط لإنهاء الأزمة بين المغرب وإسبانيا وموقف باريس واضح تجاه القضية الوطنية

بعد قرار البرلمان الأوروبي الذي يبرز فيه الأخير انحيازه للجارة الشمالية إسبانيا، وذلك برفضه بعدم تدخل السلطات المغربية لمنع القاصرين غير المرفقين من العبور لسبتة المحتلة، توالت الآراء وردود الفعل المطالبة بحياد الاتحاد الأوروبي وتذكيره بأن الأزمة الواقعة بين الرباط ومدريد ثنائية، وكذا حالة من التساؤل خيمت على الرأي العام بخصوص موقف فرنسا من هذا الأمر، ولماذا لم تلعب دور الوساطة بين الرباط ومدريد.
وفي هذا الإطار، قال عباس الوردي أستاذ القانون الدولي في تصريح للجريدة 24، إن فرنسا جزء لا يتجزأ من أعضاء البرلمان الأوروبي، فالتوجه كان واضحا بكون أن المسألة مرتبطة بالإجماع، الذي كان على أساس مجموعة من المغالطات التي قدمتها إسبانيا وأرادت إلزام باقي أعضاء الاتحاد الأوروبي في الإطار التضامني بينهم المبنية عليه هذه المنظمة.
وأضاف الوردي، أن باريس كانت تحاول القيام بدور الوساطة بين المغرب واسبانيا والحفاظ على هذه الشراكة، ولكنها فشلت في هذا الأمر، مبرزا أن إسبانيا رفعت المخاوف بشأن الحدود الجنوبية لأوروبا إلى الاتحاد، ولم يكن بوسع فرنسا القيام بدور الوساطة، لأنها محكومة بتضامنها في إطار منظومة الاتحاد الأوروبي مع إسبانيا.
وأكد أستاذ القانون الدولي، بأن فرنسا من بين الدول التي تعي تماما أهمية المغرب من ناحية السياسية والإستراتيجية وموقفها واضح بخصوص مسألة القضية الوطنية، وكشفت عن ذلك مرارا عبر وزارتها الخارجية، وبالتالي فهي لا تنهج أسلوب الجارة إسبانيا التي تنادي بدعم "البوليساريو" عبر استقبالها لزعيم إبراهيم غالي بهوية مزورة، والسماح له بالمغادرة بعد ذلك بالرغم من جرائمه، الأمر الذي استقبله المغرب بامتعاض.