كيف هندس "البيجدي" لزيارة قادة "حماس" للمغرب؟

في سياق الزيارة التي يقوم بها وفد حركة المقاومة الاسلامية "حماس" إلى المغرب، يقودهم اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، تعددت القراءات لهذه الزيارة، بالنظر إلى أنها تأتي بعد مدة قصيرة من تطبيع المغرب لعلاقته مع إسرائيل.
ولكون زيارة وفد حماس بقيادة هنية، الذي يحل بالمغرب لأول مرة، جاءت بعد تطبيع المغرب علاقته مع اسرائيل، فإن الذي هندس هذه الزيارة الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، والتي حسمت الموضوع بعد النقاش الذي أجريته حول تداعيات توقيع المغرب على الاتفاق الثلاثي للتطبيع مع اسرائيل، وهو التوقيع الذي قام به الأمين العام للبيجدي شخصيا بصفته رئيسا للحكومة.
وحسب المعطيات التي حصل عليها "الجريدة24"، فإن قرار دعوة قيادة حماس لزيارة المغرب جاء من أجل حفظ ماء وجه البيجدي، الذي يقود الحكومة، كون أمينه العام هو الذي وقع على اتفاق التطبيع، من جهة، ومن جهة ثانية لبعث رسالة إلى الداخل والخارج المغربي، كون المغرب لن يتخلى عن الشعب الفلسطيني رغم قرار التطبيع، بالنظر إلى أن زيارة قادة حماس المغرب جاءت برعاية الملك محمد السادس، حسب تصريح اسماعيل هنية نفسه، أمس في ندوة صحفية.
وسهر على تنفيذ وتنسيق دعوة قادة حماس إلى المغرب، القيادي في البيجدي والسفير السابق، محمد رضى بنخلدون، الذي يشغل مهمة رئيس العلاقات الدولية بحزب العدالة والتنمية، لكون هذه المهمة من وظيفته الحزبية، وساعده على ذلك العلاقات التي راكمها لما كان سفيرا للمملكة بماليزيا، وساهم إلى جانبه عضو الأمانة العامة والبرلماني محمد الحمداوي، رئيس لجنة فلسطين بالحزب ذاته، بعدما تم إحداث هذه الهيئة مباشرة بعد قرار المغرب القاضي بتطبيع العلاقة مع اسرائيل.
وأكد رضا بنخلدون، في تصريح "للجريدة24" أن دعوة العدالة والتنمية قادة حماس لزيارة المغرب، ليست وليدة اليوم، بل كان يجري التنسيق بشأنها قبل "بضعة أشهر" من الآن، وهو ما يعني أن الدعوة وجهت لهنية وقادة حماس في أعقاب تطبيع المغرب لعلاقته مع إسرائيل.
ولفت بنخلدون إلى أن التنسيق بين قيادة حزب العدالة والتنمية وحماس ليست جديدة، بل تتم باستمرار، قبل أن يستدرك بالقول إن التنسيق يجري حتى مع باقي الفصائل الفلسطينية الأخرى أبرزهم حركة فتح.
الهدف من استدعاء قادة حماس إلي المغرب، يقول رئيس العلاقات الدولية بحزب العدالة والتنمية، هو بعث رسالة مفادها أن المغرب يدعم القضية الفلسطينية بقوة، وأن المغرب واضحا في علاقته بفلسطين.
وأضاف رضا بنخلدون، في ذات التصريح أن "دعوة قادة حماس واستقبالهم بالمغرب من قبل الأحزاب السياسية ورئيس الحكومة ورئيسي مجلسي النواب والمستشارين، الذين ينوبون عن ممثلي الأمة، فيها رسالة واضحة للاحتلال الاسرائيلي أن المغرب، وكما كان دائما، سيظل شامخا في الدفاع عن فلسطين وقضاياه العادلة"، وهو ما تؤكده المساعدات الانسانية التي يبعث بها الملك محمد السادس للفلسطينين بين الحين والآخر، آخرها المساعدات التي أرسلها ملك البلاد إلى الفلسطينيين بمناسبة الحزب الأخيرة على غزة.