المفاضلة بين المصباح أو الحمامة ليست قدرا للمغاربة

ليس قدر المغاربة أن يكونوا مخيرين بين الحمامة أو المصباح في اقتراع بعد غد الأربعاء. فاقتراع يوم سيرهن مستقبل المغاربة لمدة أربعة سنوات، والتغيير يجب ان يكون بما هو أحسن وأفضل وليس بما هو أدنى.
المفاضلة بين الحمامة والمصباح فيها أهانة للذكاء الجماعي للمغاربة، فكلا للحزبين مثالبهما كما لهما ايجابياتهما.
عمليا في كل استحقاق انتخابي هناك مكون يجب ان يتعرض لعقاب الناخبين جزاء ما اقترفت يداه خلال فترة التسيير، لكن التصويت العقابي يجب ان يكون باختيار الأفضل، وليس الذي هو أدنى.
نعم هناك انطباع عام لدى فئات واسعة من المغاربة، بضعف حصيلة البيجيدي خلال الولاية الأخيرة.
وهناك فئات كثيرة تضررت جراء السياسة التي اعتمدت، وأكثر المتضررين، فئات الطبقة الوسطى التي تشكل مفاصل الدولة من موظفين وأطر عليا ومتوسطة.
المشكلة ان هناك من يريد ان يفرض على المغاربة بديلا وحيدا لمعاقبة البيجيدي على ما اقترفت يداه، الا وهو حزب التجمع الوطني للأحرار، ناسين ان هذا الحزب كان رئيسه الملياردير اخنوش موضوع معاقبة شرسة عبر مقاطعة منتجاته في المحروقات.
كما ان اخنوش سيكون موضوع جدل كبير في حالة تصدر حزبه لنتائج الانتخابات ورئاسة الحكومة المقبلة، علما أن تقرير مجلس المنافسة لم يفصل بعد في الاتهامات الموجهة إليه في ممارسة نوع من الاحتكار وجني 17 مليار من الأرباح غير المشروعة على ظهر المغاربة.
أمام المغاربة خيارات كثيرة لمعاقبة البيجيدي، فالمشهد الحزبي يعج بالاطر والكفائات التي تحتاج الى فرص لإبراز مؤهلاتها.
على المغاربة ان يعوا بكون لعبة الطوندوس الحزبي التي مورست على مدى 10 سنوات الماضية هي لعبة مصطنعة ويمكنهم إعادة ترشيدها في اتجاه الذي يخدم المصلحة العامة.
البديل المتاح لمعاقبة البيجيدي موجود بين مكونات الكتلة الممثلة في الاتحاد والاستقلال والتقدم والاشتراكية، هذه الأحزاب يعود لها الفضل في تشكيل الحياة السياسية المعاصرة.
سيكون من العبث وتمطيط الزمن السياسي بالاستعاضة عنها باختيار شبح سياسي جديد كل رأسماله هو لغة المال وليس الأفكار والمشاريع.
مشكلة الأحزاب السياسية بالمغرب، أنها لا تهيئ نفسها لتكون قادرة على تسيير الحكومات والاستجابة لتطلعات المواطنين.
غالبية الأحزاب وقادتها يصرفون جهودهم وطاقاتهم في البولميك الفارغ لدغدغة العواطف والحصول على المعجبين مثل ما يفعل صيادو النقرات في الويب ومواقع التواصل، ويغفلون عن إنتاج مشاريع وأفكار وخيارات قابلة للتنبني من قبل عموم الناخبين.
المشهد الحزبي بالمغرب لا يختلف عن صهرات باطن الأرض التي لم تتبلور بعد.
وعلينا ان نتذكر كيف تسبب الجيل الجديد من الامناء العامين للاحزاب المغربية في قتل العمل السياسي بالمغرب.؟..زعماء السمة المشتركة التي تجمعهم هي الشعبوية والمزايدة حول من له القدرة على كسر الطابوهات، كما ان ما يجمعهم هو النرجسية والاستبداد بالرأي.