عبد الوهاب بلفقيه....انتحر والجاني "الغدر السياسي"

أمينة المستاري
ما تزال التأويلات تتناسل حول قضية انتحار عبد الوهاب بلفقيه، بين مصدق ومشكك في ظروف وملابسات الحادث، هذا في الوقت الذي ترجح مصادر الجريدة24 أن يكون "الغدر السياسي" الذي تعرض له بلفقيه دافعا قويا للانتحار، خاصة وأن اجتماعا جمعه ليلة أمس مع مجموعة من المرشحين، وقبل ساعات من انتخاب رئيس جهة كلميم واد نون، لكن ورود أخبار حول انضمام بعضهم وتغيب آخرين عن جلسة اليوم بعد أن كان من المرتقب أن يدعموا محمد أبودرار في انتخاب رئيس الجهة كان علامة قوية على "الغدر" الذي تعرض له وجعله يدخل حالة من الإحباط دفعته للانتحار، علما أن الواقعة حدثت قبل يوم من جلسة محاكمته بالرباط في قضية تزوير وثائق عقارات.
معلومات متضاربة حول مكان "انتحار" بلفقيه، حيث أفادت مصادر متعددة أن الواقعة حدثت بمنزله بآيت عبد الله، حيث أصيب بطلق ناري ببطنه ببندقية صيد، ونقل على إثرها إلى المستشفى العسكري بكلميم.
الاتحادي محمد أبودرار، كان أول المعلقين على الواقعة من خلال صفحته الفيسبوكية، بعد أن رافق بلفقيه إلى المستشفى وهو بين الحياة والموت حيث كان أول من علم بالواقعة، ولم يحضر جلسة انتخاب رئيس الجهة.
بلفقيه مني بخيبة أمل منذ مدة، فبعد أن تخلى عن الوردة بسبب خلافات مع ادريس لشكر، التحق بالجرار وتمكن من الفوز لكن فرحته لم تطل فقد أصيب في مقتل عند سحب تزكية الحزب منه لترشحه لرئاسة جهة كلميم واد نون، بعد التحالف الثلاثي للأحرار والبام والاستقلال، وتم دعم مباركة بوعيدة لرئاسة الجهة مما دفعه إلى الإعلان عن اعتزاله السياسة لاعتبارات "سيعرفها الجميع" كما جاء في بلاغ للرأي العام، وأكد فيه أنه "تعرض للغدر من جهة وضع فيها ثقته".
أبودرار قال في تدوينته واصفا أسباب الحادث المأساوي: " دم عبد الوهاب بلفقيه على رقبة كل مسؤول لم يلتزم الحياد وكان طرفا في العملية الانتخابية عبر أساليب الترهيب والترغيب...دم عبد الوهاب بلفقيه على رقبة كل خائن غدار خان الملح والعشرة حفاظا على مصالح شخصية او طمعا في دريهمات بئيسة ...دم عبدالوهاب بلفقيه على رقبة أشباه المسؤولين الحزبيين الدين يجري الغدر والخيانة في دمائهم ....دم عبد الوهاب بلفقيه على عاتق بؤس السياسة ... ما تعرضنا له هذين اليومين كفريق أعضاء الجهة، المتكون من أغلبية مريحة، من بلطجة وترهيب وترغيب، وضغوطات أمر غير مسبوق يستدعي الوقوف عنده، لذلك ومع استحضار عدم علمي بحيثيات الحادث، اطلب من السيد وزير الداخلية فتح تحقيق معمق في الموضوع وترتيب الجزاءات اللازمة.كما أطلب ايضا من النيابة العامة فتح تحقيق في الموضوع . "
أبودرار الذي سبق وأن طالب بأن تكون جلسة انتخاب رئيس الجهة مغلقة لضمان سير أشغالها في ظروف صحية وعادية، أكد قبل الجلسة أن فريقه يتوفر على أغلبية مريحة، لكن السفينة فقدت بوصلتها ولم يحضر 10 مرشحين إضافة إلى أبودرار الذي وجد نفسه مرافقا لعبد الوهاب بلفقيه إلى المستشفى لإسعافه وهو بين الحياة والموت.
وتبقى الكلمة للتحقيقات التي فتحتها الجهات المعنية التي من المرتقب أن توضح ظروف الحادث.