فاس: رضا حمد الله
لا ترتبط البطولات بالمناصب ولا المال والنفوذ، ولن تقتصر على فئة دون أخرى. البطولات بالمواقف الرجولية والتضحية والتفاني في العمل ونكران الذات ودعم الآخر حين يحتاجك ويكون في أمس الحاجة إليه لما تبصر العين وتقصر اليد.
في حادث الطفل ريان الجارية محاولات إنقاذه لليوم الرابع على التوالي، دروس في التلاحم والرجولة والبطولات. ريان بطل صامد في قعر البئر متشبثا ببصيص الأمل، وأفراد فرق الإنقاذ كذلك تعبوا وجدوا لإنقاذه وإرجاع البسمة لوالديه. وكذلك كل أفراد القوات العمومية المرابطة.
في حادث سقوط الطفل ريان في البئر، أبطال افذاذ إن ميدانيا او بالمساعدة على الأقل بالدعاء أضعف موقف يمكن أن نصادفه، إلا بعض المتسابقين على البوز والمشاهدات، خسروا المعركة ولو ربحوا المال ورفعوا رقم مشاهدات صفحاتهم وقنواتهم ومواقعهم بعدما داسوا على أخلاقيات المهنة والقيم الإنسانية.
هؤلاء بعيدون عن البطولة، عكس المجندين في عملية الإنقاذ دون استثناء أحد، ممن خاصموا النوم وتحملوا التعب والشقاء لأجل حياة طفل بطل بصموده في قعر بئر حيث فرص العيش ضئيلة.
آخر الأبطال الذين يجب أن نرفع لهم القبعة إجلالا واحتراما، عمي علي الإنسان الصحراوي الخبير في الحفر الذي يقود عملية إحداث ثقب موصل لحيث يوجد ريان في الانتظار بعدما حفظته الدعوات وحرسته وشجعه إصرار الجميع على إنقاذ حياته من أبسط عامل إلى أعلى هرم وما بينهما من أبطال حقيقيين لا من ورق.
