تركيا وإسرائيل يفسدان تجارة القومجيين والنظام الجزائري بالقضية الفلسطينية

الكاتب : الجريدة24

12 يناير 2023 - 10:50
الخط :

هشام رماح

أين هم أولئك الذين صدعوا العالم بممانعة تركيا إقامة أي علاقة مع إسرائيل، وساقوا اسمها في كل شاردة وواردة رفقة "سلطانها" رجب طيب أردوغان، مثالا كلما شرعوا أفواههم في حق المملكة المغربية بعدما أحيت علاقاتها بها؟

لقد توارى هؤلاء إلى الخلف وانبروا صامتين، وقد رأوا كيف أن تركيا لم تسعفهم في الاستمرار في التربح من متاجرتهم بالقضية الفلسطينية عبر اجترار الشعارات القومجية التي لا تسمن ولا تغني القضية الأولى للعرب من جوع.

يوم أمس الأربعاء، قدَّم "شاكر أوزكان تورونلار"، السفير التركي لدى إسرائيل أوراق اعتماده إلى "إسحاق هرتسوغ"، الرئيس الإسرائيلي، خلال مراسيم خاصة أقيمت على شرف الأول إيذانا بفتح صفحة جديدة بين البلدين.

قبول أوراق اعتماد السفير التركي في إسرائيل، أعقبه تصريح من قبل الرئيس الإسرائيلي جاء فيه "اليوم نستكمل خطوة مهمة، نصل إلى حدث آخر مهم في تعزيز علاقاتنا وتعميق الصداقة بين تركيا وإسرائيل".

وهناك مجال للتذكير، بأن سعي "رجب طيب أردوغان" إلى إحداث انفراجة بين تركيا وإسرائيل، يتزامن مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية في تركيا، التي تزحف رويدا رويدا، إذ من المقرر أن تجرى خلال الأشهر القليلة القادمة.

لكن، وبخلاف الجعجعة التي صاحبت إحياء المملكة المغربية لعلاقاتها مع إسرائيل، خفتت كل الأصوات، ومادت الأرض بأقدام من ظلوا يزعقون ليل نهار ضد ما يصفونه بـ"التطبيع"، وقد صادروا للمغرب حقه في اتخاذ قرار سيادي، في نسج علاقات مع إسرائيل بمنطق "رابح- رابح"، وذلك عبر ضرب الأمثال بتركيا.

الآن تغيرت الأمور لدى الطبالين لتركيا، وتبدى لهم أنهم كانوا يصيحون في واد سحيق لم يلق لهم فيه "رجب طيب أردوغان" بالا وهم يسوغون له كل البطولات ويفصلون على مقاسه كل ألبسة البطولة، فـ"السلطان" ارتأى أن ينتصر لمصلحة بلاده، وبأنه يستطيع خدمة فلسطين عن قرب خير من البعد، وهو أمر فطن له المغرب قبله.

لقد نزلت الطامة على رؤوس المارقين مثل أحمد ويحمان، الذي لم ينبس ببنت شفة، وعلى خالد السفياني الذي أطبق فمه، وعلى كثيرين من أمثالهما ممن  يأكلون الغلة ويسبون الملة، وهم يلعبون ورقة "التطبيع" على الطاولة حيث يتحلق القومجيون الذي أكل الدهر عليهم وشرب.

كذلك، في الجزائر التي ترفع ورقة الممانعة، وأصبح عسكرها يرمي بورقة التطبيع والاحتذاء بتركيا في كل حين، بحثا عن انتصارات وهمية ضد المملكة المغربية، ورتق بكارة نظام عسكري يتآكل يوما بعد يوم والشمس تزحف نحوه، صمت الجميع، ولم يعد يسمع لهم هس أو حس.

لقد ساد الوجوم وشلت الأوصال وقبلها أغلقت الأفواه في جارة السوء، وهم يعاينون ويحصون الأضرار التي حصدوها وهم يتبجحون بممانعتهم لأي علاقة مع إسرائيل، ويقدمون تركيا التي تركت فيهم بذورها، مثالا لهم.

الآن تضيق الدنيا بالطبالين أين ما كانوا، رغم رحابتها وهم يرون بطلهم المغوار ماض في طي صفحة الخلاف مع إسرائيل، غير مبال بما يقوله السفهاء من الـ"كابرانات" الذين ينصرون فلسطين بالكلام ويمعنون في تجويع شعبهم بالأفعال.

آخر الأخبار