قيادات سياسية مغربية تهاجم حفيد مانديلا والمغاربة يذكرونه بإحدى خطب جده

هاجم عدد من الشخصيات السياسية المغربية حفيد نلسون ملانديلا، رئيس جنوب افريقيا الأسبق، الذي اعتبر، في كلمة له في افتتاح الشان بالجزائر أمس، أن الصحراء المغربية "محتلة" من قبل المغرب، بخلاف الحقائق التاريخية والتقارير والقرارات الدولية.
عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، عزوز صنهاجي، قال ردا على حفيد مانديلا "لا شك أن نيلسون مانديلا يتوجع في قبره، طالما أنه ترك حفيداً وضع تراث جده في المزاد العلني لمن يدفع أكثر"، في إشارة إلى أن ادغاء أن المغرب محتل لصحرائه كان بصفقة مالية مع النظام العسكري الجزائري.
وتابع القيادي في حزب التقدم والاشتراكية أن "جنرالات الجزائر فازوا طبعا بالمزاد، بالنظر إلى خبرتهم الواسعة في شراء الذمم".
اسحاق شارية، الأمين العام للحزب المغربي الحر، قال بدوره إن "أجمل رد على حفيد نيلسون مانديلا، الذي استخدمه العسكر الجزائري ليضرب في وحدتنا الترابية، هو تذكيره بشهادة جده في حق المملكة المغربية ودور رجالاتها الأفذاذ في تحرر جنوب أفريقيا، ولا ينسى المعروف إلا عديم الأصل".
وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نددت بالكلمة التي ألقاها حفيد مانديلا في افتتاح الشان بالجزائر أمس، وهو الشخص المتابع قانونيا في جنوب أفريقيا في فضائح فساد مالي وزنا محارم وأشياء أخرى.
واعتبرت الجامعة الملكية لكرة القدم أن الكلمة المشار إليها تدخل ضمن "الممارسات الدنيئة والمناورات السخيفة" للنظام العسكري الجزائري ضد المغرب.
وقالت الجامعة المغربية في بلاغ صادر عنها أمس السبت، إن حفل افتتاح البطولة الإفريقية شهد "إلقاء كلمة خارج السياق لتمرير مغالطات سياسية لا تمت بأي صلة للشأن الكروي".
وأضاف البلاغ أن ما حصل يعد "خرقا سافرا للقوانين المنظمة للتظاهرات الكروية التي تقام تحت لواء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم".
ونددت الجامعة التي يرأسها فوزي لقجع ب"العبارات العنصرية الموجهة للجماهير المغربية المعترف بتحضرها وأخلاقها النبيلة المعترف بها عالميا من قبل الجماهير الحاضرة في مباراة الافتتاح".
وأعلنت الجامعة أنها راسلت الاتحاد الافريقي لكرة القدم "لتحمل كامل مسؤولياته أمام هذه الخروقات السافرة البعيدة عن مبادئ وأخلاق كرة القدم".
من جانبه، رد رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، في أشغار مؤتمر حزبه أمس، على كلمة زويليفليل مانديلا حفيد زعيم جنوب إفريقيا الراحل نيلسون مانديلا بالقول "فليعد إلى تاريخ جده، وسيجد أن الدكتور عبد الكريم الخطيب هو الذي مد جده بالمال والسلاح وهو الذي كان صلة وصل بينه وبين الحسن الثاني رحمه الله".
وأضاف رئيس برلمان البيجدي موجها كلامه لحفيد مانديلا "من الجيد أن ترجع للتاريخ.. اشتغل على القضية الفلسطينية لكن الصحراء المغربية ابتعد عنها”، مؤكدا أن “لها رجالا ونساء ملتفون حول ملكهم، ولا يقبلون فيها صرفا ولا عدلا".
وكان حفل افتتاح "الشان" بالجزائر شهد إلقاء زويليفليل مانديلا حفيد زعيم جنوب إفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، كلمة دعا فيها إلى الحرب من أجل تحرير الصحراء، قائلا: "دعونا نحارب لنحرر الصحراء الغربية من الظلم".
لكن المغاربة ذكروه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بالوصية الحقيقية التي تركها له جده وتجاهخلها مقابل صفقة مالية مع النظام العسكري الجزائري.
وذكر المغاربة المعني بالأمر أن الراحل نيلسون مانديلا، رئيس جنوب أفريقيا الأسبق، زار المغرب في أبريل 1962، والتقى بالدكتور عبد الكريم الخطيب أحد أفراد جيش التحرير ومؤسس الحركة الشعبية الدستورية، وأراد التحدث مع ملك المغرب".
ويروي مانديلا أن الخطيب "سألني لماذا تريد ملاقاة الملك، فأجبت أننا أسسنا جيشا، ونريد أن ندرب جنودنا، ونريد سلاحا، ومالا، وقال إنه فهم جيدا مهمتي، لأنه عاش هو بنفسه مثل تجربتنا".
وواصل مانديلا، في أحد خطاباته، حديثه قائلا: "لقد طلب مني الدكتور الخطيب إحضار رجالي لدار السلام، لإرسال طائرة لتأخذهم لبلاده، قصد تدريبهم، وسألني، ما الجيش الذي تريده؟ ومتى يجب أن أسلمه لك؟ فأعطيته بعض التفاصيل، وقلت له سلمه لي بدار السلام".
وتابع: "وقال كم تريد من المال، فأجبت أريد 5000 جنيه استرليني، وفي تلك الأيام، كان 1000 جنيه استرليني يعادل مليونا اليوم، فقال ستتوصل بالمبلغ غدا، وعدت، حيث إنه حدد الموعد في الساعة التاسعة، لكنني ذهبت في الثامنة، وأعطاني 5000 جنيه استرليني التي طلبتها، وقال لي لا أريد وصلا، أريدك أن تذهب بهذه الأموال للبنك بلندن، وبعد ذلك سألني سؤالا، هل مازلت تريد لقاء الملك، قلت لا".
وتابع "الآن، تحية لصديق قديم في النضال من أجل التحرير، الدكتور الخطيب من المملكة المغربية، أنا أتأسف أن القادة الذين ذكرهم ليسوا كلهم هنا، لأنهم أدوا دورا هاما، وهو دور أداه قادة عدة، في كل البلاد تقريبا اليوم، نحن ممتنون لأننا نعرفهم، ونشكرهم، لأنهم كانوا مهندسي جيشنا".