The Economist.. عندما يخلط خصوم المغرب الحابل بالنابل لتشويه سمعته

الكاتب : الجريدة24

15 أبريل 2023 - 04:57
الخط :

هشام رماح

أثبتت أسبوعية "The Economist" البريطانية، ولا شك، أن المملكة المغربية حصدت الكثير من النجاحات تحت قيادة الملك محمد السادس، وأن المؤكد أن بين ثنايا هذه النجاحات تناسل الكثير من الخصوم والأعداء ممن يتربصون بها الدوائر.

The Economist.. "بدعة" في مسار مهني

كما أن بعض أعداء المملكة الشريفة، ظاهر للعيان اختار البعض الآخر التواري إلى حين، مثل ما كشفت عنه أسبوعية "The Economiste" البريطانية، التي حادت عن جادة الصواب واقترفت في بلاط صاحبة الجلالة، مقالا مطولا عن المغرب، اختلط فيه الحابل بالنابل، لينتج مزيجا من التشهير وتصريف الضغائن، بخلاف ما كان متعارف عليه كونها منبرا رصينا يستجلي الحقائق بدل نسج الأكاذيب والأباطيل.

المقال الذي نشرته "The Economist"، انطلق من الخوض في بعض تفاصيل الحياة الشخصية للملك محمد السادس، وسبح كاتبه في استيهاماته ليدرج ضمنه بعض المظاهر اليومية المعتادة في بلد مسترسل في مشواره الديمقراطي، وليستهدف بعض رجالات المملكة ممن أصبحت تجري بذكرهم الركبان، ضمن الحرب على الإرهاب.

وابتدع "Nicola PELHAM"، كاتب المقال المطول، خلاصة "حالمة" لدى من دفعوه لنسخ أمانيهم الدفينة على الورق، رغم أنها أبعد ما يكون أن تكون واقعية، وهي تشي بانفجار الوضع في مملكة تعد النبراس الوحيد المضيء في منطقة مغاربية، تسير دول معروفة بها توا نحو الهاوية وبلا هوادة.

وفيما أفردت الأسبوعية البريطانية المقال عن المغرب في 14 صفحة، فإنها انحازت إلى تحوير الحقائق وتغيير الوقائع لتخرج صورة مشوهة عن مقال رأي يلزم كاتبه "Nicola PELHAM"، بعدما انفصل تماما عن أخلاقيات المهنة وتخلى عن تحري المصداقية بالاستناد إلى مصادر معلومة، فاختار أن يورد مصدرا وحيدا تمثل في من يعتبر نفسه صحفيا "هشام المنصوري"، بينما اتكأ في سعيه إلى تلطيخ سمعة المغرب وتشويهه على المجهول، ونقل أراجيفه على ألسنة هؤلاء القابعين في علم من نقل عنهم، وتلك عادة الكتبة ممن يُوَجَّهون لكتابة ما يملى عليهم قسرا أو طواعية.

تشهير في توقيت مدروس
ومادت الحقائق بكاتب المقال على أسبوعية "The Economist" ليتمادى في ترهاته، إذ وصف المغرب بالبلد الآيل للانهيار وقد تغاضى، عن جيرته المجبولة على الديكتاتورية، وعن كل التقارير الدولية التي تثمن الإقلاع المغربي المشهود، وما تحقق في العقدين الأخيرين بما جعل المملكة مثالا يحتذى وشريكا قويا وأساسيا لقوى عالمية، أصبحت تعقد عليه الآمال لتخطي التحولات الجيو- استراتيجية الطارئة في العالم ككل.

والحق يقال إن توقيت نشر مقال الأسبوعية البريطانية، يولد الكثير من التساؤلات حول الأسباب الدافعة لتلطيخ صفحاتها بمقال مشبوه بخدمة أجندات معينة، إذ يتعذر العثور على أسباب النزول إن لم يكن البلاغ الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بحر الأسبوع الجاري، والذي ثمنت فيه الشراكة القوية لبلاد العم سام مع المملكة الشريفة.

وجعل تأشير البيت الأبيض والكونغرس على صفقة تسليح نوعية تمثلت في تزويد القوات المسلحة الملكية براجمات "HIMARS"، وهي الصفقة التي تعد نقلة متميزة ضمن التعاون العسكري بين البلدين، العديد من المحيطين بالمغرب، والمتربصين به من بعيد، يضعون أياديهم على قلوبهم، وهم يرون أن الشراكة بين المملكة الغربية والولايات المتحدة الأمريكية تترجم في أفعال ولم تظل مجرد أقوال، وبأن موقف الإدارة الأمريكية من مغربية الصحراء لم يتغير بحلول الديمقراطي "جو بايدن" مكان الجمهوري "دونالد ترامب".

أيضا، تجدر الإشارة إلى أن مقال "The Economist" أعقب لقاء آخر جمع بين عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني وللمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مع "ويليام بورنس"، مدير المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، الذي حل ضيفا على قائد الحرب على الإرهاب والإرهابيين في العاصمة الرباط، وهو توقيت قد يفسر لماذا سبح كاتب المقال من هذا الطرف إلى ذاك، وتطرق إلى الملك محمد السادس، قبل أن يستهدف النيل من مدير الـ"DST"، بشكل مبتذل، ينم عن سطحية مفرطة في التعاطي مع هكذا مقالات لا يخفى على الجميع أنها موجهة وبمقابل.

ولقد حاول المقال، أن يصطف، باعتماد التوقيت إياه، في نفس الصف مع بلاغ وزارة الخارجية الأمريكية، لعله يطمس معالم الأخير وذر الرماد في العيون، عن اللغة الواضحة التي تبنتها خارجية أقوى بلد في العالم، وهي تكشف من خلالها عن جدوى إبرام شراكة قوية مع مملكة عريقة، تحترم شركائها وتبذل لأجل استدامتهم كل المساعي لتحقيق منفعة عامة تشمل الطرفين، وتنحاز لمنطق "رابح- رابح" بعيدا عن كل المزايدات ومحاولة إثارة النعرات أو نسج المؤامرات وحبك الدسائس.

آخر الأخبار