حلقة " أولاد بويا رحال" ...وعرض شرب الماء الساخن
أمينة المستاري
الحلقة فن من فنون الفرجة الضاربة في القدم، وشكل من أشكال المسرح الشعبي يعتمد فيه "الحلايقية" على فن الحكي ويبرعون في الإيماء والسخرية والإضحاك ...
ومن الحلقات التي لا تخلو منها ساحة من الساحات المعروفة بتقديم مثل هذا النوع من الفرجة، حلقة "أولاد بويا رحال"، يقدمها أشخاص يدعون كونهم من سلالة الولي الصالح سيدي رحال البودالي الذي ارتبطت به مجموعة من الأساطير والقصص، كما هو الحال بالنسبة لمجموعة من الطوائف التي عرفت بالمغرب نسبت مجموعة من الكرامات لشرفائها.
إحدى هذه الطوائف طائفة الشرفاء الرحاليين، الذين يشربون الماء الساخن...
وتتنوع العروض بالساحات لحفدة "سيدي رحال" الذين يستقطبون الجمهور ببعض الموسيقى والحضرة، وبعد أن يتحلق حوله الرواد، يبدأ في بعض الحركات التي تثير استغراب الناس من وضع الماء في "المقراج" فوق مجمر أو قنينة غاز حتى يغلي، ثم يتنقل بين الجمهور ليحفزهم على منحه بعض الدريهمات، قبل أن يأخذ "المقراج" ويفرغ بعض الماء في فمه إما يقوم ببخه في الهواء أو يشرب قليلا منه، وسط ذهول الجميع.
من "الحلايقية" الذين يقومون بأكل بعض قطع الزجاج وشوك الصبار...في عروض تثير استغراب الجميع، وغالبا ما كان الحلايقي يعمل بصحبة زوجته وأبنائه يعلمهم الحركات ، ويقوم أحدهم بإفراغ الماء على الأرض ليتأكد الجمهور من أنه ماء مغلى، ثم يفرغ بعضا منه في فمه سواء الزوجة أو الزوج ويطلب أو تطلب البركة من جده(ها) بويا رحال، ويقوم الطرف الآخر بالضرب على "البندير" ، فيما يخرج الحلايقي لسانه ليريه للناس، ويصرخ عارضا خدماته على الجمهور لعلاجهم من السحر والمس ...
كانت الحضرة وهذه الطقوس في وقت سابق منحصرة في الزوايا، التي يقصدها المريدون والمرضى، ويقوم حفدة الولي بويا رحال بتنظيم الحضرة وشرب الماء الساخن ورشه على وجه المريض ويرقص على إيقاع الغيطة والطبل والهتاف باسم الولي الصالح الذي ارتبطت به مجموعة من الكرامات والحكايات وسمي ب"طائر الجبل الأخضر"، ممارسات تلقى في غالب الأحيان تشكيكا في ثوابتها، فيما يعتبرها حفدة الرحاليون إرثا من جدهم وأن الماء الساخن دليل على القوة والشجاعة.
