صحيفة إسبانية: مصالح المغرب وموريتانيا مشتركة ومبادرة الربط الأطلسي واعدة لدول الساحل

هشام رماح
أفادت صحيفة "Atalayar" الإسبانية بتبدد الضجة التي أثيرت حول وجود خلاف بين المملكة المغربية وموريتانيا، محيلة على اللقاء الذي جمع، مستهل الأسبوع الجاري، بين ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين في الخارج ونظيره "أحمد سالم مرزوك"، وهو اللقاء الذي أظهر بأن البلدين يتقاسمان مصالح مشتركة، من بينها مبادرة الملك محمد السادس، فتح منفذ لدول الساحل على المحيط الأطلسي.
ومثل زوبعة في فنجان، تناسلت أقاويل حول وجود خلاف بين الرباط ونواكشوط، بعدما غاب وزير الخارجية الموريتاني عن الاجتماع الذي احتضنه المغرب وشاركت فيه مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، وهو الغياب الذي جرى تفسيره باجتماع سبق وانعقد بين وزيري خارجية البلدية على هامش القمة السادس للتعاون الروسي العربي في مراكش.
الصحيفة الإسبانية، تعرضت للعلاقات المغربية الموريتانية، وقالت إن الاجتماع الثنائي الذي انعقد بالرباط، أسكت كل الأصوات خاصة وأن وزير الخارجية الموريتاني، "اغتنم الفرصة ليعرب عن دعمه لمشروع الربط الأطلسي، الذي أطلقه الملك محمد السادس وكما أبدى استعداد بلاده لتسهيل ربط دول منطقة الساحل بالمحيط الذي تطل عليه والمغرب".
وأكدت "Atalayar" على أن النظام العسكري الجزائري، الذي يطمع في بلوغ المحيط الأطلسي على ظهور انفصاليي جبهة "بوليساريو"، حاول ثني موريتانيا عن المشاركة في هذه المبادرة، لكن لا يبدو أن الجارة الجنوبية للمملكة ستستسلم للضغوط الجزائرية لعدة أسباب.
وعدد نفس المصدر أسباب عدم التفات موريتانيا للجزائر وخضوعها للضغوط التي تمارسها، في كون ارتباطها بالمغرب يصبح أقوى يوما بعد يوم، وثانيًا، لرغبتها في أن تكون جزءًا من مشروع يمكن أن يجلب لك فوائد كبيرة ويحظى أيضًا بدعم العديد من الدول المهمة في المنطقة، مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد.
ووفق الصحيفة الإسبانية فإن المملكة المغربية تولي أهمية قصوى للمبادرة الطموحة المتعلقة بالربط الأطلسي، التي تعرف انخراطا من دول الساحل، الراغبة في النفاذ إلى المحيط الكبير، وهو ما يسد الطريق على الجزائر التي "لن تتمكن رغم جهودها المتواصلة، من إخراجه عن مساره".
ولفتت "Atalaya" الانتباه إلى أن اجتماع وزير خارجية المغرب وموريتانيا، كشف بأن مصالح الرباط تتقاسمها نواكشوط، ومصالح الأخيرة لا تتوافق البتة مع مصالح الجزائر، مذكرة بأنه ومنذ تحرير معبر الكركرات الحدودي بين البلدين عام 2020، تزايدت حاجة موريتانيا إلى تعزيز شبكتها التجارية وعلاقاتها الاقتصادية مع جارها الشمالي.
وخلصت الصحيفة الإسبانية، إلى أن مشروع بلوغ دول الساحل المحيط الأطلسي، يعد خطوة جديدة في الرحلة الطويلة التي شكلت تدريجيا تحالفا قويا، بين الجارين، إذ منذ وصول الرئيس "محمد ولد الغزواني" إلى سدة الحكم بموريتانيا في عام 2019، نمت العلاقات بينهما إلى حد كبير، وقد أصر الرئيس الموريتاني في مناسبات عديدة على أهمية توطيد وتعميق العلاقات مع المغرب.