بين أقوال المنمقة تونس وأفعالها العدائية ضد المغرب

الكاتب : الجريدة24

03 فبراير 2024 - 09:00
الخط :

هشام رماح

قدر المغرب أن الجغرافيا جعلته إلى جانب جيران أقوالهم أبعد ما تكون عن أفعالهم، مثل تونس التي لا تنفك عن تنزيل أجندة النظام العسكري الجزائري على أرض الواقع، بينما يتشدق "نبيل عمار"، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، بأن بلاده ليست على خلاف مع المملكة وبأنها تلتزم الحياد فيما يخص قضيتها الأولى المتمثلة في الصحراء المغربية.

آخر بدع النظام التونسي الذي أصبح منقادا للـ"كابرانات"، هو الترخيص لوفد عن جبهة "بوليساريو" الانفصالية، بالمشاركة في "معرض صفاقس الدولي للصناعات التقليدية والحرف"، والذي من ينظم من 31 يناير إلى غاية 4 فبراير الجاري، وهي الدعوة التي روجت لها الجبهة الانفصالية بأنها تعد مناسبة للتعريف بوجهة نظر الانفصاليين من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وبعيدا عن التصريحات المنمقة لوزير الخارجية التونسي، وهو ينفي وجود قطيعة بين بلاده والمغرب، فإن دعوة النظام التونسي للانفصاليين، المستفزة، تترجم استمرارا من النظام القائم هناك في استعداء المملكة، بعد ما ينيف عن السنة والنصف من قطع الرئيس التونسي "قيس سعيد" لشعرة معاوية حين استدعائه الانفصالي الرخيص "إبراهيم غالي" لحضور فعاليات قمة "تيكاد" التي انعقدت بين اليابان والقارة الإفريقية، شهر غشت 2022.

وإذ يظل الجمود الدبلوماسي عنوانا بارزا بين المغرب وتونس بسبب المواقف المشبوهة للأخيرة، فإنها قررت مرة أخرى مراكمة ذلك، والتأكيد للنظام العسكري في جارة السوء بأنها على عهد عدائها للمغرب باقية، عبر السماح لوفد عن الجبهة الانفصالية، بحضور المعرض وتحويله لمنصة دعائية للأطروحة الانفصالية التي تروج لها "بوليساريو" ومرضعتها الجزائر.

وبدا جليا حجم التأثير الكبير الذي طال تونس من لدن نظام الـ"كابرانات" الذي استعمل لغة المال مع ساكن قصر قرطاج، بشكل جعله تابعا لهم، يغرد مثلما يشاؤون وكما أمروه بذلك، وهو أمر يعاكس بالمطلق ما حاولت تونس نفيه عبر قنواتها الرسمية وهي تفيد بأن مواقفها من قضية الصحراء المغربية معروفة، وتنهج بشكل قويم مبدأ الحياد الكامل.

آخر الأخبار