"أحمد عطاف".. عندما يتجسد الغباء في نسل الأعداء

الكاتب : الجريدة24

18 أبريل 2024 - 01:00
الخط :

هشام رماح

غباء الاستعلاء والاستعداء يكاد لا ينقطع في نسل رموز جارة السوء، وفي كل مناسبة يصر موفدو هذه الرموز على ترجمة هذا الغباء جليا أمام الجميع، كما حدث حينما تحلل "أحمد عطاف"، وزير الخارجية الجزائري، من الحديث حول وارد اجتماع انعقد، أمس الأربعاء، في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول "دور الشباب في مواجهة التحديات الأمنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، وارتأى تسميم الاجتماع باستعداء المغرب من جديد.

وبعيدا عن الخوض فيما يهم الملتئمين في الاجتماع، من سبل تخطي التحديات التي تعترض الشباب في الحوض المتوسطي، لم يجد مرسول العسكر، في جَعبته ما يدلي به ليفيدهم، وليلجأ إلى ما ترسب لديه من عقيدة الاستعداء التي تجرعها منذ الصغر، وليلطخ الاجتماع بهجوم قميء على المملكة المغربية، عبر أكاذيب راح ينفثها مثل أفعى سامة، صادحا أمام الحاضرين بأن مستقبل الشباب ولا التحديات التي تقف أمامه، هي أمور لا تهم الجزائر في شيء، وإنما يهمها أن تعلن عن ضغائنها تجاه المغرب.

وكعادته، وبعيدا عن محور النقاش، انبرى وزير خارجية الجزائر، إلى إلباس الحق بالباطل، مستغلا الاجتماع الأممي، لتمرير الأطروحة الانفصالية للنظام المارق، وليسترسل إلى حد جعله مرة أخرى يلعب بورقة فلسطين وما يجري فيها، ويسقطه على الصحراء المغربية، التي هي أكثر أمانا من الجزائر ويرفل سكانها في نعيم هو أبعد بعد السماء عن الأرض من الجحيم الذي أعده العسكر وانفصاليو "بوليساريو" للمحتجزين في صحرائها.

لكن هيهات.. ففي كل مرة يصطدم موفدو العسكر بحائط صد يرد عليهم.. يلجمهم، ويفحم أيضا، من انجروا انجرارا لسماع ترهات الجزائر وهرطقات ممثليها، ممن ألفوا تضييع الفرص ودمغ كل الاجتماعات بعقيدتهم المعادية للمملكة الشريفة، وكما قال "أحمد عطاف" ما شاء.. فإنه سمع من عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، ما لا يرضيه وما جعل الحاضرين يقفون على وضاعته ووضاعة من أرسلوه إلى "نيويورك".

وكما أفصح وزير الخارجية الجزائري عن مكنوناته ومكنونات حكام جارة السوء، فإن عمر هلال، سفير المملكة، شخَّص الداء الحقيقي، ووضع الأصبع على موضعه، متى قال إن "السلام والأمن في المنطقة ما زالا مهددين بتجاهل القانون الدولي، وتوسّع الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، وتشجيع الانفصالية، واستخدام الجماعات المسلحة المنفصلة المرتبطة بالإرهاب لتهديد السلامة الإقليمية للدول الأعضاء في المنطقة، كما هو الحال مع السلامة الإقليمية للمملكة المغربية، التي استعادت صحراءها بشكل لا رجعة فيه في عام 1975".

ثم إن السفير عمر هلال، أسعفه الحق وغباء العسكر الذي لا ينقطع، ليحيل، أمام الحاضرين في الاجتماع الأممي، على ما يجري من تعريض لحقوق المحتجزين المتخلى عنهم فوق الرمال وتحت السماء في مخيمات العار جنوب شرق التراب الجزائري، فكان الأمر وكأن وزير الخارجية الجزائري، أتاح فرصة من ذهب للممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، لينسج المقارنة بين ما يجري في نعيم الصحراء المغربية وما يجري في جحيم الجزائر.. فعلا الغباء لا ينقطع في نسل الأعداء.

آخر الأخبار