حج المسكين: كعبة البودالي..."طوفة" واختبار "للا كركابة"

الكاتب : الجريدة24

01 يوليو 2024 - 10:00
الخط :

أمينة المستاري

 فوق ربوة بجوار ضريح سيدي رحال البودالي، يقع "حج المسكين" الذي تقصده الفئات الهشة التي لا تستطيع دفع تكاليف الحج، وعوضا عن ذلك يقومون بأداء مناسكه بمحاكاة طقوسه من تكبير وترديد الأدعية كما لو كانوا بالكعبة المشرفة...بدائل قريبة وغير مكلفة.

غير بعيد عن مراكش بحوالي 50 كلم، تقع زاوية سيدي رحال  السملالي الملقب بالبودالي. أسسها الشيخ أبو العزام الكوش في القرن16  الذي بلغ أعلى درجة ومرتبة في التصوف، لكن اختياره مراكش لم يكن ليعجب أحد رجالات مراكش السبعة وهو الغزواني "مول القصور" ، الذي طالبه بترك المنطقة وطرده بقوله "حنشان لا يلتقيان بغار"، لذلك رحل سيدي رحال البودالي إلى أنماي، وهو الذي بلغ درجة من الشهرة واستقطب الزوار من كل مكان وتألق روحيا، فقام بتأسيس زاويته نكاية في منافسه.

فكر في طريقة لجعل الفقراء يحجون دون حاجة للسفر وأداء المصاريف التي لا يستطيعون توفيرها، فكانت "الطوفة الرحالية" التي تمكن الحاج من أداء المناسك، ونجح في استقطاب القبائل ويجعل الزاوية محجا سنويا، بموازاة مع موسم يقام في نفس الفترة ويعتبر فرصة للتجارة والرواج الاقتصادي، كما قام بتلقين الحجاج "إلى غير بيت الله" مناسك الحج قبل حجهم في السنة المقبلة لحج المشرق وبيت الله الحرام...فكرة جعلته يتألق أكثر بعد أن طرد من طرف "مول القصور".

"حج المسكين" أو "كعبة البودالي" وجد إقبالا كبيرا، وحتى تكتمل أركانه يجب على الحاج من طهارته ونقائه، كان هناك اختبار "كدية العفو"، يتوجه إليه الحجاج بمعية مقدم الضريح وهم يكبرون، وعند بلوغها يقومون بطوافها مبتهلين، وعند انتهائهم يتدحرجون بمنحدر "للا كركابة"، الشخصية المجهولة التي لم يعرف عنها شيء رغم ورود اسمها في بعض الأشعار.

فكان في اعتقاد حجاج "كعبة البودالي" أن هذا الاختبار دليلا على تخلص الحاج من ذنوبه وتطهره، فمن أوقفته  لم يتطهر بعد من ذنوبه، ومن لم توقفه فهو طاهر.

آخر الأخبار