في ظل أزمة الماء.. كيف تخطط الدار البيضاء لإنقاذ مساحاتها الخضراء؟

بينما تعيش الدار البيضاء على حافة أزمة مائية غير مسبوقة، تجد المدينة نفسها أمام معضلة تهدد بتغيير وجهها الأخضر.

مع تقلص الموارد المائية وانحسار الأمطار، باتت المساحات الخضراء التي تزين أحياء المدينة تواجه خطر الذبول والجفاف.

في خطوة مستعجلة، شرعت جماعة الدار البيضاء بتنفيذ مشروع سقي المساحات الخضراء باستخدام المياه المعالجة. وقامت جماعة الدار البيضاء بالاستعانة بمحطة مديونة لري بعض المناطق، في انتظار انطلاق العملية بشكل رسمي الأسبوع المقبل.

بحسب ما كشفته مصادر موثوقة للجريدة 24، تستعد الدار البيضاء لتطبيق خطة مثيرة وغير تقليدية لإنقاذ مساحاتها الخضراء المهددة بالجفاف.

وسيتم سقي المساحات الخضراء الممتدة على طول الطريق السيار الحضري وشارع محمد السادس، بالإضافة إلى الأحياء الحيوية مثل بنمسيك، عين الشق، مولاي رشيد، وسيدي عثمان.

وحسب ذات المصادر، فإن المشروع يحمل آمالاً كبيرة من أجل عقلنة الموارد المائية، حيث ستبدأ محطة مديونة بتوفير حوالي 2000 متر مكعب من المياه المعالجة يومياً، وهذا الرقم قابل لارتفاع الشهور القادمة.

كما أعربت عمدة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، في وقت سابق، عن دعمها الكامل لجميع الحلول، مؤكدة على ضرورة الاستفادة من كل قطرة ماء متاحة في ظل الأزمة الحالية.

وقد أكدت الرميلي أن جماعة الدار البيضاء قد بدأت بالفعل في وضع خطط لتأهيل العيون المائية، بما في ذلك عين سندباد وسيدي عبد الرحمان وسيدي البرنوصي، من أجل تحويلها إلى مصادر مياه بديلة يمكن الاعتماد عليها لسقي المساحات الخضراء والحفاظ على المناظر الطبيعية في المدينة.

المعركة ضد الجفاف في الدار البيضاء لا تقتصر على استغلال العيون فحسب، بل تتضمن أيضًا مبادرات أخرى مثل إنشاء محطات لمعالجة المياه العادمة، والتي من شأنها أن توفر كميات إضافية من المياه القابلة للاستخدام.

في ظل هذه التحركات، تبقى العيون المائية المهملة فرصة ذهبية يجب على المدينة أن تستغلها على أكمل وجه، ليس فقط لتجاوز الأزمة الحالية، بل أيضًا لضمان استدامة المياه للأجيال القادمة.