مياه عادمة لإنقاذ المنتزهات.. هل تنجح الدار البيضاء في حماية مواردها؟

الكاتب : انس شريد

08 سبتمبر 2024 - 09:30
الخط :

في إطار الجهود المبذولة لمواجهة أزمة الجفاف والتخفيف من استنزاف الموارد المائية في مدينة الدار البيضاء، أعلنت عمدة المدينة، نبيلة الرميلي، عن بدء استخدام المياه العادمة المعالجة لسقي المنتزهات والمساحات الخضراء.

هذه الخطوة تأتي كجزء من استراتيجية المدينة للتكيف مع نقص المياه الناجم عن سنوات متتالية من الجفاف، حسب المتحدثة ذاتها.

وأكدت نبيلة الرميلي في تصريح للجريدة 24، على هامش افتتاح منتزه حديقة سيدي عثمان، أن سقي المساحات الخضراء والمنتزهات بالمياه العادمة المعالجة يعد حلاً مستدامًا وضروريًا في ظل الظروف المائية الصعبة التي تعيشها العاصمة الاقتصادية.

وأوضحت أن "المدينة تواجه تحديات كبيرة فيما يخص الحفاظ على الموارد المائية، ومن المهم أن نجد حلولاً مبتكرة لضمان استدامة المنتزهات والمساحات الخضراء دون الإضرار بمصادر المياه العذبة".

وأكدت الرميلي أن هذه الخطوة تمثل سابقة في تاريخ الدار البيضاء، حيث تعتمد المدينة الآن على محطة مديونة لمعالجة مياه الصرف الصحي.

وأبرزت المتحدثة ذاتها، أن مشروع معالجة المياه العادمة يعتبر جزءاً من رؤية أشمل لمدينة الدار البيضاء للتكيف مع تغير المناخ والإجهاد المائي.

إلى جانب ذلك، أوضحت الرميلي خلال حديثها عن منتزه حديقة سيدي عثمان الذي تم افتتاحه يوم أمس السبت، أن المنتزه خضع لعملية إعادة تهيئة وفق معايير دولية.

وأشارت إلى أن المنتزه الجديد يتضمن مرافق حديثة ومتنوعة مثل حلبة ركض بطول 1.5 كيلومتر، فضاءات لعب للأطفال، وأماكن مخصصة للأنشطة الرياضية التي تخدم الشباب وكبار السن على حد سواء.

هذا التوجه نحو تعزيز المساحات الخضراء مع استخدام الحلول المبتكرة للحفاظ على الموارد الطبيعية، يعكس رؤية مجلس مدينة الدار البيضاء لتحسين جودة الحياة لسكان المدينة في ظل الظروف البيئية المتغيرة.

إلى جانب منتزه سيدي عثمان، شهدت المدينة افتتاح عدد من الفضاءات الخضراء الجديدة، مثل "حديقة الهضبة الخضراء" في منطقة سيدي مومن، والتي تمتد على مساحة 12 هكتارًا.

هذه المساحة الخضراء الضخمة تمثل إضافة نوعية لمنطقة تشهد كثافة سكانية عالية، وتمنح السكان فرصة للاستمتاع بالطبيعة بعيدًا عن ضوضاء المدينة.

كما لم تتوقف الجهود عند هذا الحد، حيث شهدت مقاطعة الحي المحمدي افتتاح منتزه "بشار الخير" الترفيهي، وهو مشروع يعكس رؤية متكاملة لتوفير مساحات خضراء متنوعة في مختلف أنحاء المدينة.

ولا يمكن إغفال «منتزه سباتة» الذي فتح أبوابه مؤخرًا، وهو متنفس آخر يساهم في إثراء البنية الخضراء للدار البيضاء، حيث يضم مجموعة متنوعة من النباتات والمرافق الترفيهية.

وتعكس هذه المشاريع المتتالية التزام العمدة والجهات المنتخبة بتحقيق رؤية واضحة لجعل الدار البيضاء مدينة خضراء ومستدامة.

آخر الأخبار