طاطا: استغاثة ممرضة وشهادات ناجين تكشف مأساة الحافلة

الكاتب : الجريدة24

21 سبتمبر 2024 - 03:15
الخط :

أمينة المستاري

"عتقونا... واعتقونا عتقوا الروح الوقاية المدنية باقي ماجات ".,,هي استغاثة المرحومة الممرضة التي تعمل بمركز صحي بجماعة أقا أطلقتها عبر مجموعة للواتساب تصف لزملائها الوضع وتصف هول السيول وهي تقترب منها ومن ركاب حافلة "سريع باني" التي عبرت عن سرعتها وتهورها فحاصرتهم المياه ليلة أمس واضطر بعضهم للصعود إلى سطح الحافلة في محاولة للبقاء على قيد الحياة، لكن الاستغاثة لم تجد استجابة بعد أزيد من 20 دقيقة، التي كانت كافية لوقوع كارثة أدت إلى فقدان 14 راكبا ومصرع الممرضة وشخص آخر وإنقاد 13 آخرين.
الممرضة كانت تعمل بالمركز الصحي بجماعة أقا وجدت نفسها فوق حافلة فجرفتها السيول بواد ويسرسن، عاشت قبل مصرعها لحظات عصيبة ووصفت المنظر في مجموعة الواتساب يبدو أنها لزميلات لها بالعمل، بعد أن جرفت السيول الحافلة من فوق قنطرة طاطا على وادي ويسرسن التي تفصل أحياء النهضة والنصر والقصبة والمستشفى الإقليمي بمركز المدينة، المأساة عادت إلى لاأذهان سيناريو مأساة سنة 1981 بعد أن جرف وادي طاطا حافلة للمسافرين.
عملية الإنقاذ وصفت بالبطيئة، فرغم المجهودات التي بذلتها العناصر إلا أن الوسائل المعتمدة اعتبرت تقليدية وبدائية ولم ترقى إلى المستوى المطلوب لمثل هذه الحوادث، بل انتشرت بعد الحادث موجة استنكار على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب غياب أي تدخل لمروحيات كان من شأنه أن يسرع عملية الإنقاذ، وتساءل البعض عن سبب عدم استنفار الوسائل اللوجيستيكية في المناطق المحددة في النشرة الانذارية كانت كفيلة بإعداد العدة لمواجهة أي احتمال لمآسي من هذا القبيل.
أحد الناجين، وحسب ما تم تداوله، حكى تفاصيل الفاجعة، ولحظة مرور الحافلة القادمة من طانطان في اتجاه الدار البيضاء فوق القنطرة بعد أن غمرتها السيول، وصعوده إلى سطحها مع مجموعة من الركاب. يضيف الناجي أنه وبعد 20 دقيقة مالت الحافلة، مما دفعه وشخص آخر إلى القفز في المياه والتمسك بحاجز حديديدي بالقنطرة بمعية ركاب آخرين، وبعد أن غمرته المياه ومن معه، انخفض منسوب المياه وبقي الناجي ومن معه متمسكين بالحاجز الحديدي قبل أن يشكلوا سلسلة بشرية قاومت عدة مرات قصد الخروج سالمة، وتلقى الناجون العلاج.
وأكدت مصادر للجريدة24 أن أفراد الجيش قاموا بإنقاذ 7 ركاب بعد أن انقلبت الحافلة وجرفتها المياه إلى جانب الوادي، فيما أنقذت عناصر الوقاية المدنية 4 ركاب كانوا عالقين داخل الحافلة، فيما نجا البعض بفضل إتقانهم للسباحة، في ظل غياب معدات خاصة لمثل هذه الكوارث وانعدام اللوجيستيك.
وأضافت ذات المصادر، أن السائق أصر على متابعة مساره، وبعد تجاوز حواجز أمنية وتوقفه بدوار توك الريح ودوار ويتيكزميط ، التي حذر سكانها السائق والركاب من خطورة دخول طاطا بل وعرضوا عليه استضافة الركاب، لكن دون جدوى أصؤ على الاستمرار.
تابعت الحافلة طريقها، لكن على بعد حوالي 600 متر عن المدينة ، توقفت الحافلة فوق قنطرة غمرتها السيول، وبقيت هناك عالقة حوالي الساعتين اضطر معها مجموعة من الركاب إلى صعود سطحها، قبل أن تنقلب وتجرفها المياه إلى جانب الوادي، في تلك اللحظة تمكن عناصر الوقاية والجيش من إنقاذ البعض من داخلها فيما آخرون جرتهم السيول من داخلها وقد تأكد أن شخص لقي مصرعه بعد العثور على جثته إضافة إلى جثة الممرضة التي تتحدر من المنطقة وتعمل بالمركز الصحي بأقا بعد أن تم تعيينها حديثا.
تفيد مصادرنا أن راكبا جرفته مياه الوادي على بعد كيلومترين وقادته إلى دوار تيكزميط، هناك تمسك بنخلة بعد مقاومته للمياه فسمع استغاثته بعض السكان وهرعوا إلى عين المكان بعد إشعار الدرك ليتم إنقاذه. وعلمت الجريدة24 أن الجهات المعنية قامت بفتح مقطع طرقي على امتداد 3 كيلومترات في الجبل لتمكين السكان المرور والتنقل إلى المستشفى بطاطا بعد أن تعرضت القنطرة الوحيدة للتخريب بفعل السيول، إضافة إلى تخريب شبكة المياه الصالحة للشرب.
كما أطلقت ساكنة مجموعة من المداشر ليلة أمس استغاثة بعد أن غمرتها مياه الأودية خاصة تكيسلت، تييتي توك الريح، اميتك، أكادير أوزرو، قصبة سيدي عبد الله بن مبارك أقا، أقايكرن، ياغورطن...

آخر الأخبار