بنسعيد يتهم حكومتي البيجيدي بإفشال طموحات الشباب

وسط تصاعد الهواجس لدى الشباب المغربي من مستقبلهم داخل الوطن، وارتفاع معدلات التفكير في الهجرة كخيار متاح أمامهم، أطلق وزير الثقافة والشباب والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، تصريحات قوية أمام البرلمان حول ما يصفه بالغياب الشامل لسياسات عمومية تهتم بقضايا الشباب على مدى 10 سنوات الماضية.
في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية متوترة، تأتي تصريحات بنسعيد كتحذير واضح من تداعيات هذا الإهمال على آمال وطموحات الشباب المغربي، مؤكداً أن هذا التراكم من التهميش واللامبالاة ساهم في تعزيز مشاعر الإحباط لديهم، ودفع العديد منهم للتفكير في الهجرة بحثاً عن فرص أفضل خارج حدود البلاد.
واختار بنسعيد أن يوجه نقده مباشرة خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الثقافة والشباب والتواصل، حين قال: "هل يعقل أن طفلاً يبلغ من العمر 12 سنة يفكر في الهجرة في الوقت الذي كان يجب أن يكون فيه مفعماً بالأمل وبفكرة المستقبل؟".
موضحاً أن الصورة القائمة تشير إلى أزمة حقيقية في خلق بيئة أمل ومستقبل واعد للشباب المغربي داخل وطنهم.
ولم يقتصر الوزير على التشخيص بل وجّه حديثه مباشرة إلى برلمانيين من حزب العدالة والتنمية، منتقداً غياب سياسات فعالة للشباب خلال فترة حكم الحزب.
ومشيراً إلى أن هذه السياسة التي لم تكن كافية في تلبية تطلعات الشباب هي أحد الأسباب الرئيسية لمستوى الإحباط الذي وصلوا إليه اليوم.
وقال بنسعيد، رداً على أحد البرلمانيين: "عندما نتحدث عن الحلم المغربي، يبدو أن البعض لا يروق لهم ذلك، لكننا نؤمن أن الشاب المغربي يستطيع أن ينجح ويزدهر في وطنه".
وأكد أن "النقد البناء" هو السبيل لتحفيز الحكومة على العمل بشكل جاد، في سبيل تحقيق طموحات الشباب، معتبراً أن الدعم المشترك بين الحكومة والمعارضة لهذا الطموح سيساهم في بناء مستقبل أقوى للوطن.
وأشار بنسعيد أيضاً إلى مشاريع لم تُستكمل في عهد الحكومات السابقة، مثل "جواز الشباب"، وهو مشروع يهدف إلى توفير فرص للشباب في مختلف مناطق المغرب، خاصة في المناطق القروية التي تعاني من نقص الخدمات.
وقال: "كنا في المعارضة وندرك تماماً أن هناك نقصاً في البنية التحتية في العالم القروي، وطالبنا بإقامة مشاريع تلامس الواقع هناك، وتحديداً دور شباب متنقلة تصل إلى القرى".
مؤكداً أن الفريق الحالي استفاد من هذه الاستراتيجية ووظف بعض جوانبها الفعّالة في رسم توجهاته المستقبلية.
وشدد بنسعيد على أن النتائج الفعلية لتدابير الحكومة الحالية ستظهر آثارها على الشباب في السنوات القادمة، مؤكداً أنه سيكون على استعداد لتحمل المسؤولية ومواجهة المساءلة حينئذ.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد المغرب فيه زيادة واضحة في الهجرة، خاصة بين فئات الشباب، وهي ظاهرة تشير إلى أزمة عميقة في تحقيق تطلعات الشباب محلياً.
وتستمر التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الاستراتيجية الجديدة قادرة على كسر جمود الوضع الراهن وتقديم فرص حقيقية للشباب المغربي للنمو والنجاح داخل وطنهم، أم أنها ستظل مجرد وعود على الورق، تنتظر مستقبلاً قد لا يأتي.