"توفيق بوعشرين"... حينما تطغى السطحية في تناول مسألة العفو وفق الأهواء

سمير الحيفوفي
لعل من المضحكات المبكيات في المغرب، "بسالة" البعض من أمثال "توفيق بوعشرين"، وقد دوَّن على حائطه في "فايسبوك" تدوينة تكتسي عن حق صبغة النكتة التي لا تضحك البتة، فهي تبعث بقدر غير بسيط على الدهشة من قساوة الجباه أو لنقل "قصوحية الصناطح".
وبكل الاستسهال المبتذل، راح "توفيق بوعشرين"، يهيم في عالمه الافتراضي، ويطوّح بالكلام يمنة ويسرة، وقد تناول مسألة العفو الملكي، محاولا توظيفها وتمطيطها بما يخدم مصالحه ومصالح من يدين لهم بدين مثل الـ"أفوكاتو" "محمد زيان"، الذي جمعتهما سابقا، علاقة سرعان ما انفضت بعدما سيق كل منهما للسجن، لأداء ما بذمته في حق المجتمع.
وهكذا وبلا سابق، عنت إلى ذهن "توفيق بوعشرين"، محاولة الركوب على تاريخ 11 دجنبر 2024، الذي زف فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم، بشرى تنظيم المغرب لكأس العالم 2030 بمعية إسبانيا والبرتغال، وقد "أسبغ"، على هذا الحدث ما يراه مناسبة لإصدار عفو ملكي.
ورأى "توفيق بوعشرين"، فيما رأى، أن إعلان "فيفا" موجب لإصدار عفو ملكي، وكأن المناسبات الدينية والوطنية، المعروفة للجميع، والمعهود فيها، تفعيل هكذا اختصاص ملكي، لم تعد تقنعه، لحد جعله يطلب الاستزادة في المناسبات، في تجسيد منه لسطحية سمجة.
وسعيا وراء باطل مظلم، ألبس "توفيق بوعشرين"، تدوينته بما يشي كونه فرح وحبور بإعلان "فيفا"، لكن وكما يقال "يموت الرقَّاص ولا ينفك عن هز الكتف"، وهو ما جعله يعمي عيناه عن الحقيقة الأكيدة كون العفو الملكي، مدستر ومناسباتي محدد، ولا يمكن توظيفه مثلما حاول بناء على استيهاماته، وأضغاث أحلامه.
وإذ استباح "توفيق بوعشرين" لنفسه أن يتحدث عن العفو الملكي في غير مناسبته ولا موضعه، فلا ضير من التذكير بمن ذكرهم في تدوينته، وهم المحامي "محمد زيانّ"، و"ناصر الزفزافي"، وكلاهما متابعان بتهم ثابتة في حقهما، ومن حق المجتمع أن يقتص منهما.
غير أن ما يلفت الانتباه، هو محاولة "توفيق بوعشرين"، البائسة لتمتيع "محمد زيان"، الذي اختلس من أموال الشعب الكثير، بالعفو الملكي، لعله يحتج بتدوينته لديه حتى يثبت له أنه دافع عنه، ورد له الدين، مثلما كان الـ"أفوكاتو"، يدافع عنه في قضيته المتعلقة بالاتجار بالبشر.
ولربما يغيب عن "توفيق بوعشرين"، أن "محمد زيان"، متابع بتهم تتعلق باختلاس المال العام، وعليه غرامات محكومة لفائدة إدارات عمومية كما أنه محط عقوبات التأديبية صادرة عن منظمات وهيئات مهنية، وذلك يخرجه من دائرة من يستحقون العفو.
وللاستفسار فقط.. لم لم يطلب "توفيق بوعشرين"، العفو، على خلفية إعلان "فيفا"، للوزير الحركي "محمد مبدع"، الذي بدوره معتقل على خلفية التهام المال العام؟ أو أن الـ"أفوكاتو" يستحق ذلك لأنه صديقه، وهي صداقة تدفع به لحد أن يتبنى فلسفة الاستسهال لحد الابتذال؟
الأكيد، أن "توفيق بوعشرين" يتعشَّم أن تستجيب الدولة له، وأن تتجاوز كل تهم "محمد زيان"، وترسم يوم الـ11 دجنبر من كل عام مناسبة لإصدار العفو، على صديقه، وهو لا يرى في ذلك حرجا، ولا تطبيعا مع أكل المال العام، ولا ضربا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وهو ضرب من ضروب الجنون ولا غرو.