"بوحمرون" يثير الذعر في المملكة.. والبرلمان يدعو لتدخل عاجل

بات الانتشار المتزايد لمرض "بوحمرون" أو الحصبة في عدد من مناطق المملكة يثير قلقًا واسعًا بين المواطنين وجمعيات المجتمع المدني.
هذا المرض، المعروف بشدة عدواه، عاد ليحصد أرواح عدد من الأطفال، خاصة في المناطق النائية والفقيرة، حيث تعاني الأسر من نقص الخدمات الصحية وصعوبة الوصول إلى مراكز التلقيح.
وتزايدت المخاوف تزايدت في جهات الجنوب والشرق والشمال، مع تسجيل حالات إصابة في المدن الكبرى، لكنها تتركز بشكل أكبر بين الأطفال غير الملقحين.
في مناطق مثل شفشاون وتطوان وطنجة ومارتيل، تداولت عدد من الصفحات المهتمة بالشأن المجتمعي أخبارا عن وفيات بين الأطفال، مما دفع الفعاليات المدنية لدق ناقوس الخطر، والمطالبة بتدخل فوري وفعال.
وأصبحت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أصبحت في قلب الجدل بعد أن أثارت النائبة البرلمانية قلوب فيطح هذا الموضوع مطالبة بإجابات واضحة وخطط عاجلة.
في سؤال شفوي موجه إلى الوزير أمين التهراوي، شددت فيطح على أهمية تعميم التلقيح وتوفير اللقاحات بشكل كافٍ، باعتبارها الوسيلة الوحيدة الفعالة للوقاية من المرض والحد من انتشاره.
وساءلت النائبة البرلمانية، الوزير التهراوي، عن الخطط والإجراءات التي تعتزم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية اتخاذها لضمان حماية المواطنين من تبعات هذا المرض، الذي يهدد سلامة فئات واسعة، خاصة في المناطق النائية.
وفي المقابل، أكد الأطباء والخبراء مرارا، أن انخفاض معدلات التلقيح هو السبب الرئيسي وراء عودة الحصبة، التي تعد من أخطر الأمراض الفيروسية المعدية.
مطالبين من الأسر بعزل الأطفال المصابين، والتأكد من تلقيح الأطفال الآخرين لحمايتهم.
كما شددوا على أهمية عدم إرسال المصابين إلى المدارس، لتجنب نقل العدوى، خاصة أن المرض ينتقل بسهولة عبر الهواء والرذاذ واللمس المباشر.
ولم يقف المجتمع المدني مكتوف الأيدي، حيث طالبت الفعاليات المدنية بإطلاق قوافل طبية موجهة إلى المناطق النائية لتوفير اللقاحات، بالإضافة إلى حملات توعوية لتعريف الأسر بأهمية التلقيح والوقاية.
وأكدت هذه الجمعيات أن المناطق القروية تبقى الأكثر تضررًا بسبب ضعف البنية التحتية الصحية، مما يجعل التدخل العاجل أمرًا لا يحتمل التأخير.
على صعيد آخر، يشير الوضع الوبائي إلى الحاجة الملحة إلى استراتيجيات صحية مستدامة لمواجهة الأمراض المعدية، وتعزيز التثقيف الصحي لدى المواطنين.
ولا تقتصر التحديات التي تواجه وزارة الصحة على توفير اللقاحات، بل تمتد إلى تحسين منظومة الرعاية الصحية بشكل عام، وضمان وصول خدماتها إلى جميع الفئات، خاصة في المناطق المهمشة.
ويستدعس الوضع الحالي يستدعي تحركًا وطنيًا شاملًا يتضمن تعاونًا بين مختلف الجهات، من الحكومة إلى المجتمع المدني، لضمان حماية المواطنين من تبعات هذا المرض الخطير.
ومع انخفاض درجات الحرارة، التي تزيد من احتمالات انتشار الأمراض المعدية، يبقى الأمل في اتخاذ خطوات حازمة تحول دون تكرار مأساة الحصبة في مناطق أخرى من المملكة.