كيف يواجه المغرب محاولات السطو على صناعته التقليدية؟

في مواجهة مستمرة لمحاولات سرقة التراث المغربي من قبل جهات أجنبية، تتصدر الجزائر قائمة الدول التي تحاول مرارًا نسب رموز التراث المغربي العريق إليها، بما في ذلك الزليج المغربي والقفطان التقليدي.
هذه المحاولات، التي تفتقر إلى أي أسس تاريخية أو ثقافية، تمثل تحديًا كبيرًا للهوية المغربية المتجذرة التي تعكس عبقرية أجيال متعاقبة.
وطالبت المعارضة البرلمانية خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب الحكومة الحالية بضرورة اتخاذ خطوات حازمة لحماية الصناعة التقليدية الوطنية من محاولات السطو الخارجي.
ودعت إلى تعزيز التدابير القانونية والدبلوماسية للدفاع عن هذه الرموز، مشددة على أن حماية التراث الوطني ليست مجرد مسؤولية ثقافية، بل واجب وطني يعكس هوية المغرب وعبقريته التاريخية.
كما طالبت بوضع استراتيجيات فعالة لترويج المنتوجات التقليدية المغربية في المحافل الدولية، لضمان ترسيخ أصولها في الوعي العالمي وحمايتها من أي محاولات سرقة أو تقليد.
في مواجهة محاولات متكررة للسطو على التراث المغربي، أكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن العبقرية المغربية التي أنتجت الحرف التقليدية على مر العصور لا يمكن تقليدها أو الاستيلاء عليها.
وطمأن السعدي، في حديثه خلال جلسة الأسئلة الشفهية اليوم الإثنين، النواب والرأي العام بأن المغرب مستعد لخوض المعارك القانونية والدفاع عن تراثه بكل ما أوتي من قوة، مشيرًا إلى أن القطاعات المختلفة في البلاد تعمل بشكل منسجم لحماية الصناعة التقليدية من محاولات المنافسة غير المشروعة.
وأوضح السعدي أن هذه الحرف تُعد من أعمدة الاقتصاد الوطني، حيث توفر فرص عمل كبيرة ولا تحتاج إلى مجهود كبير في التلقين، لأنها تنتقل بطريقة طبيعية داخل الأسر، من الجد إلى الأب إلى الابن.
وأشار إلى أن المهمة الملحة اليوم هي الحفاظ على هذه الحرف من الزوال، في ظل تحديات العصرنة والمنافسة.
من بين الخطط المستقبلية لتعزيز حضور الصناعة التقليدية المغربية، كشف السعدي عن نية الوزارة تنظيم فعاليات كبرى خلال العام المقبل.
وستتزامن هذه الأنشطة مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء وكأس إفريقيا للأمم، حيث ستشهد الجهات الجنوبية معارض كبرى للصناعة التقليدية.
كما ستُنظم معارض مماثلة في المدن الست التي ستستضيف البطولة، ما سيتيح للعالم فرصة التعرف على تنوع وغنى التراث المغربي.
على الصعيد الدولي، تعتزم الوزارة تنظيم معارض عالمية كبرى تحت إشراف دار الصانع، لتعزيز إشعاع الصناعة التقليدية المغربية عالميًا.
هذه الخطوة تأتي تأكيدًا على التزام المغرب بالدفاع عن منتوجاته التقليدية كجزء من هويته الوطنية وحمايتها من محاولات التقليد أو السطو.
ويدرك المغرب تمامًا أن الحفاظ على هذا التراث يتطلب أكثر من مجرد الحماية القانونية، بل يحتاج إلى تعزيز الابتكار والترويج له عالميًا، ليبقى مصدر فخر واعتزاز للأجيال القادمة.