إجراءات صارمة تلوح في الأفق... الدار البيضاء على طريق تحقيق حلم المدينة النظيفة

الكاتب : انس شريد

05 يناير 2025 - 10:00
الخط :

في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز النظافة العامة، تستعد جماعة الدار البيضاء لإطلاق شرطة النظافة، وهي مبادرة ترمي إلى التصدي للمخالفات المتعلقة برمي النفايات في الشوارع.

هذا الإجراء يأتي ضمن خطة أوسع لإعادة تنظيم قطاع النظافة وتحسين المظهر العام للعاصمة الاقتصادية، خاصة مع قرب استضافتها لأحداث رياضية كبرى مثل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.

الحملة، التي أطلق عليها شعار "كازا نقية"، شهدت تدخلات مكثفة على مختلف المستويات. عمال النظافة بدأوا بتنظيف الشوارع والأرصفة باستخدام المياه المعاد تدويرها، وهي خطوة لاقت استحسان المواطنين ودعمت التوجه نحو التنمية المستدامة.

وأكدت نبيلة الرميلي، عمدة المدينة، في تدوينة لها عبر حسابها على الفيسبوك أن هذه الحملة تعكس التزام الجماعة بالحفاظ على البيئة وجعل الدار البيضاء مدينة نموذجية.

لكن التحدي الأكبر الذي تواجهه المدينة يتمثل في الاستخدام العشوائي والتخريب المتكرر للحاويات المخصصة للنفايات.

هذا التحدي دفع الجهات المنتخبة، لإطلاق خطة شاملة ومتكاملة ترتكز على حلول مبتكرة تجمع بين التوعية المجتمعية والردع القانوني.

ووفقا لمصادر الجريدة 24، فإن الجهود المبذولة تهدف إلى وضع الحاويات في مواقع محمية بواسطة هياكل حديدية، مما يضمن حمايتها من التلف أو السرقة.

وتعد هذه الإجراءات، حسب المصادر ذاتها، جزءًا من استراتيجية أوسع لتنظيم إدارة النفايات في المدينة، مع تعاون مكثف مع شركة "أرما" المكلفة بأشغال النظافة.

عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان كانت من بين أوائل المناطق التي شرعت في تطبيق هذه الخطة، حيث بدأت بالفعل بتتبع أعمال صباغة وتهيئة أماكن حديدية خاصة لوضع الحاويات.

علاوة على ذلك، أعلنت جماعة الدار البيضاء في وقت سابق، عن بدء تطبيق غرامات مالية صارمة تصل إلى 60 ألف درهم على المخالفين الذين يتخلصون من النفايات الهامدة بطرق غير قانونية.

ورغم أن هذا الإجراء يهدف إلى تعزيز الالتزام البيئي، إلا أنه أثار جدلًا واسعًا بين المستشارين المحليين وبعض المواطنين.

وانتقد مصطفى منظور، مستشار عن حزب التقدم والاشتراكية، خلال دورة سابقة للمجلس هذه الرسوم، واصفًا إياها بـ"العشوائية والمبالغ فيها"، مشيرًا إلى غياب أدوات دقيقة لقياس كميات النفايات الهامدة من قبل الشركات المكلفة.

ومع ذلك، تؤكد جماعة المدينة أن الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو حماية البيئة وتحسين جودة الحياة للسكان.

وتعكس الحملة الحالية التزام جماعة الدار البيضاء بمعالجة أزمة النظافة المزمنة التي تعاني منها الدار البيضاء، لا سيما في ظل الضغوط المترتبة على احتضان التظاهرات الدولية الكبرى.

وعلى الرغم من التحديات، يأمل المواطنون أن تسفر هذه الجهود عن تحول إيجابي دائم يعيد للمدينة بريقها كمركز اقتصادي حديث ونظيف.

على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر العديد من سكان الدار البيضاء عن إعجابهم بالتطورات الجارية، داعين الجميع للتعاون مع السلطات في الحفاظ على النظافة.

وفي الوقت نفسه، دعا آخرون إلى تعزيز التوعية البيئية وضمان استدامة هذه المبادرات، حتى لا تكون مجرد حملات مؤقتة.

ومع اقتراب موعد الفعاليات الدولية الكبرى، تبدو الدار البيضاء على أعتاب تغيير شامل في مظهرها الحضري، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في المغرب والمنطقة.

ويعتمد نجاح هذه الجهود بشكل كبير على التزام السكان وتعاونهم مع السلطات، وهو ما يشكل مفتاح تحقيق أهداف الحملة وضمان استدامتها.

آخر الأخبار