"المهدي الحيجاوي".. محتال حاول خصوم المغرب جعله "بطلا"

الكاتب : الجريدة24

09 فبراير 2025 - 10:15
الخط :

 

سمير الحيفوفي
وكأن بشهر أبريل حل قبل أوانه، ليستبق خصوم المغرب ابتداع الكذب، بشأن المدعو "المهدي الحيجاوي" الذي وصفوه بـ"الرجل الثاني في المخابرات المغربية" وقد زادوا ونفخوا فيها لعلهم يقضون ما يبتغون من ورائها.. لكن نفخهم راح سدى وقد انكشف أنه همَّ فقاعة صابون تلاشت بعدما اصطدمت بصخرة الحقيقة.

فمن يكون "المهدي الحيجاوي" الذي استغل جعل الخصوم بحقيقته ليسقطهم في شركه ويسخرهم لتضليل متابعيهم؟ الجواب استقته "الجريدة 24" من مصادر جد مطلعة، كشفت من خلاله تفاصيل في مسار مارق محتال، خلق حوله صورة مُضلِّلَة، وقد ادعى أنه رجل مخابرات، وبأنه أقصي من الجهاز الذي أصبح يلاحقه.

وفي التفاصيل ما يفيد بأن الأمر يتعلق بشخص جرى طرده، منذ 2010، من "المديرية العامة للدراسات والمستندات" المعروفة اختصارا بـ"DGED"، بعدما اقترف خطأ مهنيا جسيما تجسد في نسج علاقات ملتبسة ومشبوهة، لكن ولأنه لم يستسغ مآله بعد الطرد، قرر المضي قدما في التضليل عبر تقديم نفسه كخبير أمني واستخباراتي.

ووفق ما بلغ "الجريدة 24" فإن المدعو "المهدي الحيجاوي"، استطاب التلاعب بمن حوله، ليمتهن النصب والاحتيال ولينخرط في عالم الجريمة المنظمة وفي الهجرة غير الشرعية، مما جعله موضوع ثلاث شكايات لم تستخلص بعد العدالة منه ما بذمته بشأنها، علما أنه تورط في إسبانيا في توريد سيارة مسروقة إلى المغرب، بوثائق مزورة، مما جعله مطاردا في الجارة الشمالية لهذا السبب.

وإذ استطاب المدعو "المهدي الحيجاوي" الغوص في عالم الجريمة فإن ألاعيبه فاقت حدود المغرب، لحد جعله يتورط في منظمات إجرامية متورطة في تهريب المخدرات وتبييض الأموال المتحصلة منها، كما انه نسج علاقات وطيدة مع نصابين كان يمدهم بمعلومات يتوسلون بها لابتزاز ضحايا كان يجري انتقاؤهم بعناية وبشكل مدروس.

وارتبط المدعو "المهدي الحيجاوي"، الذي سوق لنفسه صورة مزورة، بعلاقات مع "هشام جيراندو" النصاب الهارب على كندا وقبله "إدريس فرحان"، الذي طالته يد العدالة في إيطاليا، ليساق سوقا إلى السجن حيث يقضي عقوبة حبسية قدرها ثلاث سنوات ونصف نظير ما تورط فيه من عمليات نصب واحتيال.

ولأن للمغرب خصوم يتربصون به وتغيظهم إنجازات جهاز المخابرات المغربية، فقد تلقفوا المدعو "المهدي الحيجاوي" ليحاولوا تبييض سجله الإجرامي، لعلهم يجعلوا منه "بطلا" عبر الترويج لصورة هي أبعد عنه، وجهاز المخابرات المغربية أسمى من أن يكون مثله مسؤولا فيه، مثلما ادعوه ورددوه.
وليس بعزيز على كل من تابع ظهور المدعو "المهدي الحيجاوي" على قناة إسرائيلية أن يكتشف أن الأمر يتعلق بشخص لا يحاذي السمو الفكرى ولا التحليل الأمني أو الاستخباراتي، وإنما هو مدَّعٍ أفَّأق لا يمت للعالم الذي يدعي الانتماء إليه أو معرفة خباياه بصلة، بما يقوض كل محاولة منه إيهام الغير بما يسوِّق له.

والأكيد أن "المهدي الحيجاوي" ليس غير فقاعة منفوخة بالأكاذيب التي اختار التمترس وراءها، ووجد من يسانده من خصوم المغرب ومؤسساته، ليحول الدفة بعيدا عن سجله الإجرامي الحافل بالنصب والاحتيال والتورط في جرائم تلاحقه العدالة لأجلها وهو أمر لا يزال عالقا إلى حين.

آخر الأخبار