العبور الأول للبضائع من سبتة إلى المغرب.. ووزير الخارجية الإسباني: "لن نعود إلى الوراء"

في ظل التحسن الذي شهدته العلاقات بين المغرب وإسبانيا عقب فترة من التوترات السياسية والدبلوماسية، يبدو أن صفحة جديدة من التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بدأت تتبلور على أرض الواقع.
فقد أكدت صحيفة "الباييس" الإسبانية أن انطلاق النشاط الجمركي بين المغرب ومدينتي سبتة ومليلية بات وشيكًا، وذلك بعد نجاح عمليتي عبور البضائع عبر المعبرين الحدوديَّين يوم الثلاثاء الماضي.
الحدث يُعتبر علامة فارقة في العلاقات الثنائية، خصوصًا بعدما تمكنت شاحنتان محملتان بالبضائع من اجتياز الإجراءات الجمركية الكاملة لأول مرة منذ سنوات، مما يعكس تقدّمًا ملموسًا في تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية بين الجانبين.
ووفقًا لصحيفة باييس الإسبانية، فقد تمكنت شاحنة محملة بأجزاء السيارات من عبور معبر مليلية بنجاح، فيما اجتازت شاحنة أخرى محملة بأجهزة التدفئة معبر باب سبتة، حيث خضعت لإجراءات التفتيش الجمركي دون أي عراقيل، وهو ما يعكس جهوزية البنية التحتية الجديدة التي تم وضعها لتأمين هذا النوع من العمليات التجارية.
نجاح هذه التجربة، حسب الباييس، يُعد مؤشرًا على قرب انطلاق العمل الجمركي المنتظم بين المغرب والجيبين المحتلين، حيث يُنتظر الإعلان قريبًا عن الصيغة النهائية لتنظيم عبور البضائع، بما يشمل تحديد نوعية المنتجات المسموح بها وعدد الشاحنات التي ستدخل يوميًا.
ووفقا تطرقت له الصحف الإسبانية، فقد شدد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، من باريس، حيث كان يشارك في اجتماع أوروبي، على أهمية الخطوة، مؤكدًا أن بلاده تعمل مع المغرب لضمان عدم العودة إلى الوراء في هذا المسار.
وأوضح أن عبور البضائع من سبتة إلى المغرب يُعد سابقة تاريخية، حيث لم يكن هناك أي نشاط جمركي رسمي في هذا المعبر من قبل، فيما يُمثل استئناف حركة العبور استكمالًا لخطوة توقفت منذ عام 2018.
كما أشار إلى أن السلطات الجمركية في كلا البلدين تعمل بشكل طبيعي لتسهيل حركة البضائع وضمان استمرار العملية بسلاسة.
هذه التطورات تعكس مسارًا جديدًا في العلاقات بين البلدين، حيث أصبح التعاون الاقتصادي وسيلة لتحقيق الاستقرار الدبلوماسي، بعد فترة من التوترات الحادة. ومع استمرار المفاوضات حول التفاصيل النهائية لعمل الجمارك، يبدو أن المغرب وإسبانيا أمام فرصة تاريخية لتعزيز الشراكة الاقتصادية بشكل يخدم مصالح الطرفين على المدى البعيد.