هكذا تجاسر الانتهازي "حميد المهدوي" لمغالطة رواية النيابة العامة في قضية "كارتل" النصب

سمير الحيفوفي
من يكون "حميد المهدوي"، الذي يدعي نفسه "صحفيا"، إن لم يكن انتهازيا ضاريا، يرى في كل ظرف وأمر فرصة للاستفادة الأنانية منه، فيبيح لنفسه أن يحشر أنفه في كل شيء ويخول لنفسه اقتراف كل الموبقات في "يوتيوب"، حتى يحصد الـ"لايكات" ويستزيد من ريع الـ"أدسنس".
ومثل أي لاهث وراء الجعجعة دون أن ينحاز للموضوعية، لم يجد "حميد المهدوي"، من مناص غير إفراد قناته على في الزريبة الحمراء، أمام شقيق وابنة شقيقة النصاب الهارب في كندا المدعو "هشام جيراندو"، وقد ترك الحبل على الغارب، ليدليا بما يعيب قضية لا تزال قيد التحقيق، مع أن الحصفاء ينؤون عنها ومثلها، إلى حين استجلاء كل الحقائق ورفع اللبس عن كل الملابسات.
وبكل "الخِفَّة" المعهودة في الطاريء على بلاط صاحبة الجلالة، ارتدى الانتهازي الجائع للتربح المعروف تحت اسم "حميد المهدوي" لبوس الخروف، طمعا في "أنسنَة" موضوع أراد من ورائه الزيادة في مداخيله من "يوتيوب"، برفع ورقة "ولا تزروا وازرة وزر أخرى"، وفي نفسه غاية وحيدة وهي أن يقول لمتابعيه إن ما يجري ليس غير تصفية حسابات.
ولما شعر "حميد المهدوي"، أنه قضى غرضه المتوخى من الخوض في قضية لا تزال قيد النظر من لدن العدالة المغربية، راح يحاول تجميل ما ندَّ عنه من بشاعة، ويجد لنفسه مسوِّغا، بمحاولة إظهار نفسه محايدا، بعدما استحل لنفسه أن ينتصب أمام النيابة العامة، وليدلي برواية أقارب المتهمين المعتقلين، في تجاسر سافر منه وفي خرق منه لكل الأدبيات المعمول بها في هذا الشأن.
وعلى طول الحلقة التي استضاف فيها "حميد المهدوي" شقيق المدعو "هشام جيراندو" وابنة شقيقته، لم يسمع لـ"حميد مهدوي" رأي في شأن ما توبع به هؤلاء، ولا ما يقترفه النصاب الهارب على كندا، وقد جعل من براءة المتهمين من التهم المنسوبة إليهم، قاعدة انطلق منها، وبأن الأمر لا يعدو كونه محاولة للاقتصاص من أهله ها هنا في المغرب، لا أقل ولا أكثر.
وكما أن النصاب "هشام جيراندو" أوعز، كما جاء على لسان أخيه، إلى ابن شقيقته توضيب فيديوهات كان يهاجم فيها ويشهر ويبتز شخصيات ومؤسسات، فإن في هذا التفصيل ما يحيل على أنه شجرة تخفي وراءها الغابة، وأن ما ظهر جزافا على لسان الشقيق أكثر مما أخفاه من تورط صهره وشقيقته وابنهما وابنتهما في جرائم يعاقب عليها القانون.
وعود على بدء فإن "حميد المهدوي"، لم يكلِّف نفسه شيئا لمحاصرة شقيق وابنة أخ النصاب "هشام جيراندو"، فيما هم متورطون فيه، بقدر ما فتح لهما المجال، ليؤكدا على أن "ملاك" الفتاة القاصر والمتابعة على الخلفية القضية والتي أحيلت بأمر من قاضي الأحداث على مركو لحماية الطفولة، هي معتقلة، وهو أمر في الواقع بعيد بعد السماء عن الأرض، لولا أن هكذا مغالطة ترضي نرجسية الذي يدعي نفسه صحفيا.
الأكيد أن ما قام به "حميد المهدوي" باستضافته أهل النصاب، لهو محاولة مقيتة للضرب فيما أعلنته النيابة العامة، وهو أمر لا يؤتيه إلا الانتهازيون الذين لا يتركون مسافة بينهم وبين أمور شائكة ومتشابكة في قضية مثل هذه، تتطلب الحكمة والكثير ثم الكثير من التريث، وعدم التهور، لكن الأمر يتعلق بانتهازية مقيتة، ولا يهم ذلك "المستصحف"، الذي ابتلي به المغاربة، في شيء ما دام سيحقق مراده ويزيد من دخله كأي مسترزق للـ"أدسنس".