الفراقشي "جيراندو".. عندما يشتد الخناق على البغل يجفل

الكاتب : الجريدة24

24 مارس 2025 - 09:45
الخط :

سمير الحيفوفي

في زمننا هذا حمقى كثر، كذبت عليهم رؤوسهم الخاوية، وظنوا أن معين "يوتيوب" لا ينضب، وأن لهم في العالم الافتراضي، حيث لا مجال للحديث عن القيود، فضاء تسود فيه الفوضى ويتجاوزون فيه الحدود، بعدما يكونوا قد قتلوا ضمائرهم وباعوا أرواحهم للشيطان.

من بين هؤلاء انبثق النصاب "هشام جيراندو"، الذي استطاب نهش لحوم الناس والعيش على التشهير بهم، ولما سقط عنه القناع وانكشف عنه ساتره، خرج علينا بفرية "دون كيشوتية" يسعى من ورائها إلى انتحال بطولة زائفة زائلة، وقد راح يدلس على العقول الزائغة يرمي إقناعها أنه في مهمة مقدسة مثل محارب الطواحين الهوائية.

ومن البلد الذي اختار الهروب إليه، حيث حاول التخلص من ماضيه السيء، لم ينس النصاب "هز الكتف"، وعاد إلى امتهان ما يتقنه، وهو اللعب بعيدا عن دائرة القانون، فنسج من هناك شبكة ضم إليها متواطئين ومشاركين من عائلته عقدوا معه العزم على تنفيذ جرائم التشهير والابتزاز في حق ضحايا يجري انتقاؤهم بعناية.

وعلى الأنترنيت "استأسد" النصاب "هشام جيراندو"، وفيه تخلص من جبنه وارتكن إلى "تْخْراج العينين"، وإلى الزَّنِّ والطَّنِّ مثل أي ذبابة إلكترونية، تنتعش في القاذورات، واسترسل في شن حملات للتشهير ضد مؤسسات الدولة وشخصيات عمومية، وخواص، فلم يترك أمرا إلى وافترى فيه ونشر بدعه، وكأن به حصينا هناك في كندا.

وليس دائما تسلم الجرة، فالنصاب "هشام جيراندو" يستشعر الحصار ودنو تقديم الحساب نظير ما انتشى به سابقا من افتراءات وأباطيل ظل يرميها في كل حدب وصوب، وما ازدرده من لحوم ضحايا استهدفهم، وكما أنهم كانوا يتوجسون خيفة من كل باطل يرمى عليهم، ويقضون لياليهم مفتوحي الأعين بينما، فهو كان ينام قرير العين بما كسبت يداه من آثام ومن عائدات الابتزاز، مثل أي خسيس.

والآن، وبعدما اشتد الحال على النصاب أخرج ما في جعبته من الخواء الذي ينم عن سفالة دناءة وهو يتوعد ويرغي ويزبد، لعله يخفي بذلك الخوف الذي يستبد به ويد العدالة تقترب منه رويدا رويدا، حيث سيجري الحساب معه دنيويا أما حساب الآخرة بينه وبين من هاجمهم واستلذ بالخوض في أعراضهم، فـ"عند ربكم تختصمون".

ولقد جن جنون النصاب حتى راح يهذي ولم يعد في جعبته ما يبتز به بعدما انقطعت عن الوشايات الكاذبة، التي كان يتوصل بها من أفراد شبكة النصب التي ظل يمسك بخيوطها من كندا، وقد جرى اعتقال المتواطئين معه، فانقلب ليبدي فسوقه بكلام نابي وبذيء، وليثبت بما لا يدع مجالا للشك انه يعيش في الهزيع الأخير من "مغامرات" النصب التي خاضها.

ولذلك وللنصاب "هشام جيراندو" يقال "رْخَفْ على راسكْ"، فالكل يعلم أنه كلما اشتد الخناق على البغل يجفل.

آخر الأخبار