صراع دولي محتدم لتزويد المغرب بأحدث الطائرات العسكرية

الكاتب : انس شريد

02 أبريل 2025 - 10:00
الخط :

يدخل المغرب مرحلة حاسمة في سباق التسلح الجوي، حيث تتنافس ثلاث شركات طيران عالمية كبرى للفوز بصفقة تزويد القوات الملكية الجوية بطائرات نقل عسكري حديثة.

هذه المنافسة الشرسة تعكس الأهمية الاستراتيجية للصفقة، التي تأتي ضمن رؤية المغرب لتعزيز قدراته الدفاعية وتحديث أسطوله الجوي، في ظل التحديات الأمنية المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي.

على مدى السنوات الأخيرة، استطاع المغرب ترسيخ مكانته كقوة عسكرية صاعدة في شمال إفريقيا، بفضل استراتيجية طموحة توازن بين تعزيز قدراته الدفاعية التقليدية والانفتاح على أحدث التقنيات العسكرية.

هذه الرؤية الاستباقية دفعت المملكة إلى توسيع شبكة شراكاتها الدفاعية مع قوى عالمية كبرى، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا والبرازيل والهند، في إطار مساعيها المستمرة لتطوير منظومتها العسكرية وتعزيز جاهزيتها العملياتية لمواكبة المستجدات الجيوسياسية.

في هذا السياق، دخلت شركات "إيرباص" الأوروبية و"إمبراير" البرازيلية و"لوكهيد مارتن" الأمريكية في سباق محموم للفوز بهذه الصفقة المهمة، حيث تسعى كل منها لإقناع الرباط بجدوى عروضها وما توفره من إمكانيات تلبي احتياجات القوات الملكية الجوية المغربية.

بحسب تقرير صادر عن المرصد الأطلسي للدفاع والتسليح، فإن شركة "إيرباص" تقدم طائرة النقل العسكري العملاقة "A400M"، التي تتميز بقدرتها على التحليق لمسافات تصل إلى 9000 كيلومتر عند حمل 10 أطنان، أو 3000 كيلومتر عند تحميلها بـ37 طنًا من المعدات والآليات العسكرية. كما تتميز بقدرتها الفائقة على تنفيذ مهام النقل الاستراتيجي والدعم اللوجستي في مختلف البيئات القتالية.

في المقابل، تعرض شركة "لوكهيد مارتن" طائرة "C-130J-30"، وهي النسخة المطورة من طائرات "C-130" الأسطورية، المعروفة بقدرتها العالية على حمل الحمولات الثقيلة، ومدى طيران يصل إلى 4000 كيلومتر، إلى جانب قابليتها للهبوط على المدرجات غير المعبدة وفي البيئات الصحراوية القاسية.

أما شركة "إمبراير" البرازيلية، فتقترح طائرة "C-390M" للنقل العسكري التكتيكي، التي تتمتع بقدرة كبيرة على التحليق لمسافات تتجاوز 6000 كيلومتر، مع حمولة تصل إلى 25 طنًا.

كما تسعى الشركة لتعزيز فرصها في الفوز بالصفقة عبر عرض استثمار مليار دولار في صناعة الطيران بالمغرب، ما يعكس اهتمامها بتوسيع شراكتها الاستراتيجية مع المملكة.

وتفيد المؤشرات الحالية بأن القوات الملكية الجوية المغربية قد تميل إلى اقتناء مزيج من طائرات "C-390M" و"C-130J-30"، خاصة أن الأخيرة تمتلك سجلًا طويلًا في الخدمة داخل الأسطول الجوي المغربي، ما يجعلها خيارًا مألوفًا للقوات المسلحة.

وتظل هذه الصفقة إحدى أهم المحطات في مسار تحديث الجيش المغربي، إذ إنها ستعزز قدراته اللوجستية والعسكرية، وتمنحه مرونة أكبر في تنفيذ المهام العملياتية داخل المغرب وخارجه.

كما تعكس هذه الخطوة حرص المملكة على ترسيخ مكانتها كلاعب إقليمي محوري قادر على مواجهة التحديات الأمنية والدفاعية بفاعلية وكفاءة.

آخر الأخبار