الاتحاد الوجدي يُقصي الرجاء ويصنع مفاجأة مدوية في كأس العرش

الكاتب : انس شريد

05 أبريل 2025 - 11:50
الخط :

في واحدة من أكثر ليالي كأس العرش إثارة ومفاجأة، قلب الاتحاد الإسلامي الوجدي التوقعات رأسًا على عقب وتمكن من الإطاحة بنادي الرجاء الرياضي، أحد أبرز الأندية المغربية، بعد انتصار مستحق بنتيجة هدفين لهدف، في مباراة دراماتيكية احتضنها الملعب الشرفي بمدينة وجدة.

اللقاء الذي امتد حتى الأشواط الإضافية، لم يكن عاديًا على الإطلاق، بل حمل معه كل عناصر التشويق، من أهداف وطرد وضغط جماهيري، وانتهى بتأهل تاريخي للفريق الوجدي إلى ربع نهائي المسابقة الأعرق في الكرة المغربية.

منذ صافرة البداية، أظهر الاتحاد الإسلامي الوجدي رغبة قوية في مقارعة أحد عمالقة البطولة الاحترافية، ولم يتأخر في إعلان حضوره، حيث نجح في هز الشباك في الدقيقة الخامسة والعشرين عن طريق لاعبه حكيم أقليدو، الذي استغل سوء تموضع الدفاع الرجاوي ليسكن الكرة الشباك معلنًا تقدم أصحاب الأرض.

هدف كان بمثابة صدمة مبكرة للفريق الأخضر، الذي بدا تائهًا في معظم فترات الشوط الأول، دون أن يجد الإيقاع المطلوب للرد.

وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين فقط، تلقى الرجاء ضربة موجعة بطرد مدافعه محمد بولكسوت، ما جعل المهمة أكثر تعقيدًا على المجموعة التي كانت تسعى للعودة في النتيجة.

ورغم النقص العددي، دخل النسور الشوط الثاني بعزيمة واضحة على قلب الموازين، ونجحوا بالفعل في معادلة الكفة من نقطة الجزاء، حيث تولى آدم النفاتي تنفيذ الركلة بثقة كبيرة في الدقيقة الثانية والسبعين، معيدًا الأمل لجماهير الرجاء التي تابعت اللقاء بقلق كبير.

وعلى الرغم من بعض المحاولات من الجانبين في الدقائق المتبقية، انتهى الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي، لتُجرّ المباراة إلى الأشواط الإضافية، حيث بدا أن الفريقين يخشيان المغامرة، مع أفضلية نسبية للرجاء من حيث الاستحواذ رغم النقص العددي.

غير أن الفصل الأخير من المواجهة كان وجديًا بامتياز، حيث باغت الاتحاد الإسلامي الوجدي خصمه بهدف قاتل في الدقيقة السادسة عشرة من الشوط الإضافي الثاني، حمل توقيع أيوب الحميدي، ليُشعل مدرجات الملعب الشرفي فرحًا ويؤكد عزيمة الفريق المحلي على مواصلة الحلم.

بهذا الفوز الثمين، يضرب الاتحاد الإسلامي الوجدي موعدًا ناريًا مع أولمبيك آسفي في ربع نهائي كأس العرش، في مباراة يُتوقع أن تحمل نفس الحماس والإثارة، خاصة بعد الأداء البطولي الذي قدمه الفريق أمام الرجاء.

أما النسور، فسيجدون أنفسهم مضطرين لإعادة ترتيب أوراقهم سريعًا، في ظل موسم بات يُنذر بالكثير من التحديات.

المباراة لم تكن مجرد نتيجة، بل كانت درسًا حقيقيًا في كرة القدم، عن الروح والانضباط والإيمان بالفرصة، حيث أثبت الفريق الوجدي أن العزيمة والذكاء التكتيكي قادران على قلب موازين أكبر المواجهات، مهما كانت هوية المنافس.

آخر الأخبار