لقجع يعلنها من قلب "دونور": المركب جاهز لاحتضان الديربي في حلته الجديدة

في لحظة انتظرها عشاق الكرة المغربية طويلاً، عاد مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، أو كما يحلو لجماهيره تسميته بـ"دونور"، ليفتح أبوابه من جديد، متألقًا بحلة جديدة تنبض بالحياة والعراقة في آنٍ معًا.
هذا الأحد، شهد المركب زيارة رسمية رفيعة المستوى، ترأسها فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلى جانب والي جهة الدار البيضاء-سطات محمد امهيدية، وعمدة المدينة نبيلة الرميلي، وعدد من الشخصيات البارزة في المشهد الرياضي والسياسي، بحضور رمزي لقطبي الدار البيضاء، هشام آيت منا رئيس الوداد الرياضي، وجمال بيراوي رئيس الرجاء الرياضي.
الموعد ليس عادياً، فهو بمثابة ولادة جديدة لهذا المعلم التاريخي الذي طالما شكل القلب النابض لكرة القدم المغربية. ملعب شهد لحظات لا تنسى، دموع انتصارات، وأحلام أجيال، وها هو يعود اليوم بأبهى صوره، مستعداً لاحتضان من جديد الجماهير التي لطالما جعلت من مدرجاته مهرجاناً حياً للانتماء والعشق الكروي.
أولى فصول العودة ستكون من خلال ديربي البيضاء، حيث يلتقي الوداد والرجاء في قمة لا تقبل القسمة على اثنين، لقاء استثنائي يحمل في طياته رمزية الاحتفال والوفاء والولاء لماضٍ رياضي عريق ومستقبل أكثر إشراقاً.
فوزي لقجع، في تصريحه المقتضب والمعبّر، لم يُخفِ فخره واعتزازه بالعودة القوية لهذا المعلم، مؤكداً أن “دونور” لم يكن يوماً مجرد ملعب، بل هو ذاكرة جماعية للمغاربة، ومرآة تعكس شغف أمة بكاملها بكرة القدم.
تجهيزات متطورة، معايير عالمية، رؤية متكاملة، كلها عناصر جعلت من المركب، بحسب لقجع، نموذجاً يحتذى به في أفريقيا والمنطقة، بل مرشحًا قويًا ليكون ضمن أجندة البطولات العالمية الكبرى.
وعبر المسؤول الأول عن الكرة المغربية، عن سعادته بعودة الحياة إلى “دونور”، مؤكدا أن المباراة الأولى التي سيستضيفها الملعب بحلته الجديدة ستكون هي الديربي البيضاوي خلال الأيام القليلة المقبلة.
مضيفا، أن اختيار الديربي البيضاوي يحمل دلالات عميقة للاحتفال بعودة الروح إلى هذا الصرح الرياضي العريق الذي شهد على مدار تاريخه لحظات لا تنسى.
وشملت إصلاحات دونور مجموعة من التحسينات الجوهرية التي تهدف إلى جعل مركب محمد الخامس واحدًا من أفضل الملاعب في القارة الإفريقية.
فقد تم تجديد مستودعات الملابس بالكامل، حيث خضعت لعملية تحديث متكاملة توفر بيئة احترافية مثالية للاعبين قبل المباريات، مع تزويدها بمرافق حديثة تعكس المعايير العالمية المعتمدة في كبرى الملاعب الدولية.
كما تم تحسين تجربة الجماهير من خلال تحديث كراسي المدرجات، ما يضمن راحة أكبر للمشجعين أثناء حضور المباريات، مع الحفاظ على الهوية التاريخية لهذا الصرح الرياضي العريق.
ولم تغفل أعمال التطوير الجانب الإعلامي، إذ تم تجهيز المرافق الخاصة بالصحفيين والإعلاميين بأحدث المعدات التكنولوجية، لضمان تغطية سلسة واحترافية للأحداث الرياضية التي يحتضنها المركب.
على المستوى التكنولوجي، يشهد المركب قفزة نوعية مع تجهيز قاعة المؤتمرات الصحفية وغرفة التحكيم بتقنيات متطورة، من بينها نظام الفيديو المساعد "VAR"، الذي سيضمن دقة أكبر في اتخاذ القرارات التحكيمية، مما يعكس التزام المغرب بتطبيق أحدث الابتكارات التكنولوجية في المجال الرياضي.
كما تم تركيب شاشات عملاقة عالية الجودة، توفر للجماهير تجربة بصرية مميزة، إلى جانب تحديث أنظمة الصوت والإضاءة، ما يخلق أجواء تفاعلية استثنائية تضاهي تلك الموجودة في الملاعب الأوروبية الكبرى.
كل هذه التحسينات تأتي في إطار رؤية المغرب الرامية إلى تعزيز بنيته التحتية الرياضية وجعلها قادرة على استضافة التظاهرات الكروية الكبرى.
ولا شك أن هذه التعديلات تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق طموح المملكة في احتضان البطولات القارية والعالمية، وعلى رأسها كأس أمم إفريقيا 2025، التي يسعى المغرب إلى تنظيمها بمعايير تضاهي أرقى الملاعب العالمية، ليؤكد مجددًا ريادته في مجال البنية التحتية الرياضية على مستوى القارة السمراء.