صوتٌ من أجل السلام: بين الاختلاف والخلاف يتجلى معنى السلام

الكاتب : الجريدة24

12 أبريل 2025 - 10:00
الخط :

شهدت باريس حدثًا استثنائيًا ومؤثرًا، تمثل في تنظيم النسخة الأولى من ملتقى "صوت من أجل السلام".

هذا الحدث نُظّم في قلب الدائرة الثامنة عشرة، في قاعة 360 باريس ميوزيك فاكتوري (360 Paris Music Factory)، حيث اجتمع قرابة 200 شخص من خلفيات ومعتقدات مختلفة ومتنوعة، مسيحيون، مسلمون، يهود،فنانون، مفكرون، ناشطون، دبلوماسيون، ومنتخبون. شبابا ومسنين. اجتمعوا من أجل هدف واحد: "إعلاء صوت السلام".

قاعة مليئة بالإيمان والفنّ والعاطفة

منذ حوالي الساعة السابعة مساءً، جلس الجمهور متحمسًا ومفعمًا بالانفعالات في أجواء فريدة من نوعها. وعلى مدار أربع ساعات، حيث توالت المداخلات المؤثرة بين الخطب، والوصلات الموسيقية، والعروض الفنية، والشهادات الملهِمة.

وكان من أبرز المشاركين في هذا الحدث الفريد:

الشيخ محمد فوزي الكركري، الشخصية الروحية التي لامست القلوب بعمق رسالته.

ألان كريف، نائب رئيس مجلس الجالية اليهودية (لجنة الحوار والثقافة)، الذي استُقبل بتصفيق حار لكلماته المفعمة بالأخوة.

جيرار تيستار، رئيس منظمة إفيسيا، الذي قدم تأملًا قويًا عن الصداقة الإسلامية-المسيحية من خلال شخصية مريم العذراء، المشتركة بين التقاليد.

الناشطة لطيفة ابن زياتن، والدة عماد الذي قُتل برصاص محمد مراح، جسّدت بحضورها قوة التسامح وكرامة النضال من أجل السلام.

رشيدة كاعوت، من المفوضية العليا للجاليات الأفريقية في فرنسا، ألقت خطابًا نابضًا عن السلام كقضية محورية للجاليات.

برنامج فني مميز

وعلاوة على الكلمات التي ألقاها هؤلاء المشاركون، عرف لقاء "صوت من أجل السلام" لحظات فنية راقية كان الفنّ فيها قلب هذه الأمسية النابض. ومن بين الفنانين الحاضرين كان هناك:

عباس، من المركز الثقافي بويا، الذي أدهش الحضور بعزفه الساحر على آلة الدف.

فريد الهيامي، سيد آلة السيتار، قدّم أداءً استثنائيًا بجماله.

الملحن لوران كوسون قدّم لحظةً ساحرة بمرافقة السوبرانو ماري جوزيه مطر، في أداء لقطعة "قبور".

فريدريك زيتون وأوديفا أثّرا القلوب بدقتهما.

فوني ديارا، مغنية أوبرا أدت النشيد الوطني الفرنسي وترنيمة مسيحية "آفي ماريا".

وفي ختام هذا الحدث، قام الفنان الكوميدي "م. هـ." من جمال كوميدي كلوب بتنشيط فقرة كوميدية لاقت استحسان الحضور حيث أبرز من خلال عرضه أن السلام يرتبط أيضًا بالابتسامة.

نظام متكامل لدعم السلام

شاركت عشرون جمعية في هذا الحدث، من بينها "مبادرات وتغيير"، إحدى أبرز الجهات الفاعلة في الحوار بين الثقافات، بالإضافة إلى الجمعية بين الأديان "سييو"، ودائرة أوجين دولاكروا التي تضم 200 مسؤول فرنسي-مغربي، وغيرها من الجمعيات الإنسانية، مثل "هامب" التي تساعد الروهينغا في ميانمار.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء عرف حضور السيدة سميرة سيطايل، سفيرة المملكة المغربية في فرنسا، وأعضاء من دائرة أوجين دولاكروا، إلى جانب العديد من قادة الجمعيات.

كما حضر أيضًا مؤثرون، وصحفيون، وممثلون سياسيون، ومدرسون، ومتطوعون، ومواطنون: كان هذا الحدث مرآةً للمجتمع الفرنسي الذي اجتمع للاستماع والشعور ونقل الرسالة.

آخر الأخبار