لم تمرّ مباراة "الديربي" بين الوداد والرجاء، مساء أمس السبت، على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس، دون أن تخلّف خلفها الكثير من الجدل وردود الأفعال، سواء على مستوى المستطيل الأخضر أو خارجه.
فبينما انتهت القمة الكروية بنتيجة التعادل الإيجابي هدف لمثله، كانت تصريحات مدرب الوداد الرياضي، رولاني موكوينا، هي الحدث الأبرز بعد نهاية اللقاء، بعدما عبّر عن موقفه بشكل صريح، مؤكداً أنه لن يغادر القلعة الحمراء من الباب الخلفي.
المدرب الجنوب إفريقي، الذي يتعرض في الآونة الأخيرة لسيل من الانتقادات بسبب تراجع النتائج وتذبذب الأداء، لم يختبئ خلف الأعذار، بل واجه الموقف بتصريحات مباشرة، محمّلاً المسؤولية جزئياً لفريقه، خاصة في لحظات ما بعد هدف التقدم.
وأشار إلى أن غياب التركيز كان العامل الحاسم في استقبال هدف التعادل أمام خصم متمرس مثل الرجاء.
في الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء، قال موكوينا: "افتقدنا للتركيز بعد الهدف، وتركنا زمام المبادرة شيئاً ما لقد واجهنا فريقاً جيداً، واستقبلنا هدفاً جاء بعد تسديدة لورش التي ارتطمت بالقائم، أعتقد أن نتيجة التعادل تعكس بصدق ما جرى خلال الشوط الأول".
لم يتوقف حديث المدرب عند الجوانب التقنية، بل شمل أيضاً رسائل واضحة للجماهير والإدارة والرأي العام الرياضي، حيث أكد نيته في إكمال الموسم مع الوداد، نافياً أن يكون بصدد التفكير في الرحيل المبكر، قبل إسدال الستار على المنافسات.
وقال بهذا الخصوص: "أنا هنا وسأنهي الموسم مع الوداد، وإن اعتُبر هذا فشلاً، فربما نحتاج إلى إعادة تعريف معنى الفشل في كرة القدم".
وعن مستقبله، تحدث موكوينا بنبرة حاسمة قائلاً: "يجب أن أخاطر للفوز بالمباريات. إن لم يكن ذلك كافياً للبعض، فلا بأس، لكنني لن أغادر الوداد من الباب الخلفي، سأرحل باحترام جماهير النادي والمناصرين المغاربة متى جاء وقت الرحيل".
التعادل أمام الرجاء لم يكن فقط محطة للحديث عن مصير المدرب، بل جاءت نتيجته لتزيد من حدة التنافس في أعلى جدول الترتيب، حيث يحتل الفريق الأحمر المركز الثالث برصيد 44 نقطة، خلف الجيش الملكي صاحب المركز الثاني بنقطة واحدة فقط، مع امتلاك الأخير لمباراة مؤجلة قد تقلب الحسابات.
وتجعل المعطيات الحالية مهمة الوداد أكثر تعقيداً، خصوصاً في ظل ضغط الجماهير التي تطالب بالمركز الثاني كحد أدنى، لضمان التأهل المباشر لمنافسات دوري أبطال إفريقيا في الموسم المقبل.