انهيار جديد بفاس ومطالب بإيجاد حلول عملية لمشاكل البنايات الآيلة للانهيار وجمهور الماص يتضامن مع الضحايا

فاس: رضا حمد الله
يبدو أن "موسم" انهيار المباني بفاس، قد انطلق. فبعد يومين فقط من انهيار عمارة الحي الحسني وما خلفته من قتلى وجرحى، انهار سقف مطبخ منزل عتيق يوجد في حي برج الذهب في المدينة العتيقة، دون أن يخلف خسائر بشرية، لكنه ألحق خسائر بتجهيزات مطبخي أسرتين.
المبنى انهار جزء منه قبل شهور، وتكرر الانهيار أمس طال جزء مهما من سقف المطبخ، ومن حسن قاطني الطابقين السفلي والعلوي أنهم لم يكونوا حينها قد توجهوا للمطبخ، فالأسرة الأولى كانت استيقظت من نومها وتستعد للإفطار، والسيدة القاطنة في الطابق العلوي، كانت غادرته.
المبنى مصنف ضمن المباني العتيقة المهددة بالانهيار، لكن لم يشمله الإصلاح ضمن المنازل المعنية بدعم خاص، رغم لجوء قاطنيه للجهات المعنية طلبا للتدخل العاجل لتلافي أي فاجعة يمكن أن تحدث، قبل أن تقع أمس وسط غضب للسكان القاطنين وجيرانهم المهددين بدورهم.
والانهيار هو الثاني بعد وفاة 10 أشخاص وإصابة 6 آخرين يعالجون بمستشفى فاس، إثر انهيار عمارة الحي الحسني بن دباب بمقاطعة المرينيين، الذي خلف غضبا شعبيا كبيرا وحقوقيا حيث بادرت أحزاب وسياسيون وجمعيات للتفاعل مع الحادث المؤلم.
وأصدرا فرعا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسايس وفاس، بيانا مشتركا تحدثت فيه عن أكثر من 400 بناية مهددة بالانهيار وتتكون من عدة طوابق، في الحي الحسني لوحده، وساءلا الجهات المسؤولة حول نجاعة برامج التدخل عوض الاكتفاء بإصدار إشعارات الإفراغ.
وطالبت الجمعية الحقوقية بإيجاد حلول عملية لقاطني مئات البنايات المهددة التي يشتد خطرها تدريجيا ومع الأحداث المناخية والزلازل، متحدثة عن أن المشكل وأزمة السكن بفاس وأحيائها الشعبية بالخصوص، لا يمكن حلها دون التعامل الجدي مع مسببات ظاهرة الهجرة القروية.
ودعت للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لقاطني تلك الأحياء، وحذرت من تحويلها إلى خزان انتخابي خدمة لمصالح سياسية والتساهل في محاربة البناء العشوائي وغير القانوني، كما حدث في فترات تاريخية سابقة تبتت فيها عدة أحياء هامشية مهمشة بمحيط المدينة.
موجة الغضب امتدت لتشمل أحزابا سياسية ومنها العدالة والتنمية التي دعت المجالس لعقد دورات استثنائية بحضور الإدارات والمؤسسات المختصة في التعمير، لاتخاذ قرارات عملية بخصوص البنايات الآيلة للسقوط، تفاديا لوقوع كوارث مماثلة لكارثة الحي الحسني.
إلى ذلك عرض مشكل البنايات الآيلة للسقوط، في أسئلة جديدة بالبرلمان، قدمها برلمانيون من المدينة ساءلوا الوزيرة الوصية حول الإجراءات المزمع اتخاذها لوقف نزيف الانهيار والكوارث التي تنجم عنها، فيما أعلنت فصائل فريق المغرب الفاسي تضامنها مع ضحايا الانهيار قبل الأخير.
"رحم الله شهداء الحي الحسني" لافتة بحجم كبير، رفعها جمهور الماص ليلة أمس على هامش مباراته أمام نهضة بركان التي انهزم فيها ب1. 3، بعدما سبق لفصيل الفتال تيغير أعلن تضامنه مع ضحايا هذه الفاجعة مقدما أحر تعازي للأسر التي فقدت أقاربها في الحادث، متمنيا للشفاء للجرحى.