الرجاء يفسخ عقود عدد من لاعبيه استعدادا لمرحلة جديدة
في خطوة تعكس التوجه الجديد لإعادة هيكلة الفريق، شرع نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم في تنفيذ خطة شاملة لتجديد صفوفه، باعتماد مقاربة تقنية صارمة قادها المدرب التونسي لسعد الشابي، الذي لم يتردد في المطالبة بإنهاء ارتباط النادي بعدد من اللاعبين الذين لم ينجحوا في ترك بصمتهم مع الفريق الأخضر خلال الموسم المنصرم.
وجاءت الخطوة في سياق رغبة النادي في تصحيح المسار وتوفير الظروف الملائمة لانطلاقة جديدة تحمل طموحات الجماهير الرجاوية العريضة.
وبادرت إدارة النادي، وتماشياً مع رؤية المدرب، إلى فسخ عقد المدافع عيسى بنعمر، الذي أصبح رابع لاعب يغادر أسوار النادي في ظرف وجيز، بعد كل من الدولي الغيني بيكورو، وعبد الرحمن السوسي، وبالدي.
وتمت عملية الانفصال مع هؤلاء اللاعبين في أجواء يغلب عليها الطابع الودي، حيث دخلت الإدارة في مفاوضات مباشرة معهم من أجل إنهاء العقود بطريقة تحفظ مصالح الطرفين، وتعكس الاحترام المتبادل رغم النهاية المبكرة للعلاقة التعاقدية.
وتشير مصادر مطلعة من داخل الفريق إلى أن هذه التحركات تأتي في إطار مرحلة انتقالية دقيقة يقودها الشابي، يسعى من خلالها إلى تطهير التشكيلة من الأسماء غير الفعالة، مقابل ضخ دماء جديدة تلبي التطلعات الفنية للنادي في الموسم المقبل.
ومع نهاية الموسم الرياضي، شرعت الإدارة في فتح قنوات التواصل مع عدة لاعبين مستهدفين لتعزيز المراكز التي شهدت ضعفاً واضحاً، سواء على مستوى خط الدفاع أو الوسط، في أفق العودة إلى سكة الألقاب والمنافسة القارية، حيث تم التعاقد لحد الآن مع بدر بانون مع اقتراب التعاقد مع الكونغولي مالونغو.
وفيما انتهى عقد بالدي مع الفريق دون تجديد، ينتظر اللاعب تسوية مستحقاته المالية قبل أن يحدد وجهته المقبلة، وهو أمر يشير إلى التزام الرجاء بالمعايير القانونية والاحترافية في تدبير الملفات العالقة.
من جهته، فضل كل من بيكورو والسوسي، وكذلك بنعمر، فك الارتباط بالتراضي، ما يعكس رغبة مشتركة في طي الصفحة دون ضجيج، خصوصاً في ظل توتر الأجواء الجماهيرية في الفترة الأخيرة.
ورغم الموجة الأولى من المغادرين، فإن قائمة اللاعبين المرشحين لمغادرة القلعة الخضراء لم تُغلق بعد، إذ يتردد في الكواليس أن أسماء مثل مروان زيلا وعبد الكريم باعدي باتت على رادار الخروج، في انتظار الحسم في وضعيتهم بعد تقييم فني دقيق.
هذا الحراك الكثيف داخل أروقة الرجاء يعبّر عن نية صريحة لإعادة بناء الفريق على أسس صلبة، مع التركيز على النوعية بدل الكم، في إطار مشروع رياضي يتطلب الصبر والتخطيط بعيد المدى.
