ارتفاع غير مسبوق في استيراد المغرب للاكباش الإسبانية

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

08 يونيو 2025 - 05:00
الخط :

في الوقت الذي تتجه فيه الدولة إلى إعادة بناء قطيعها الوطني المتضرر من سنوات الجفاف وتقلص الموارد العلفية، كشفت معطيات حديثة صادرة عن مفوضية الاتحاد الأوروبي عن طفرة غير مسبوقة في استيراد الأغنام الأوروبية، خصوصا المخصصة للتربية، من طرف المغرب منذ بداية سنة 2025.

واستورد المغرب 113 ألف رأس من الأغنام الأوروبية خلال شهري يناير وفبراير فقط، وهو ما يعادل تقريبًا 80% من إجمالي صادرات الاتحاد الأوروبي من هذه الفئة نحو الخارج.
ويتعلق الأمر بحملان حيّة موجهة للتسمين والتكاثر، وليس للذبح المباشر، في خطوة تعكس رغبة السلطات الفلاحية المغربية في استعادة التوازن داخل القطاع.

من الاستهلاك إلى إعادة التكوين
هذا التوجه الجديد، يركز على الاستيراد لأغراض التربية، وذلك تزامنا مع تراجع حاد في واردات الأغنام الموجهة مباشرة للذبح، بنسبة قاربت 70%، ما يُرجّح فرضية حصول توجيهات استراتيجية بإعطاء الأولوية لإعادة تكوين القطيع المحلي بدل تغطية حاجيات استهلاكية ظرفية.
ويفسر هذا التحول أيضًا في ضوء القرار الملكي الأخير الذي دعا إلى تعليق شعيرة الأضحية خلال عيد الأضحى لهذه السنة، وهو ما جعل أعين وزارة الفلاحة تتجه نحو إعادة بناء الثروة الحيوانية المغربية بشكل هيكلي.

إسبانيا في صدارة الشركاء
ووفق أرقام المفوضية، سجلت صادرات الخروف الإسباني ارتفاعا سنويًا بـ50%، لتبلغ 7.800 طن في الشهرين الأولين من السنة الجارية، مستفيدة من الطلب القوي من طرف بلدان المغرب العربي، وعلى رأسها الجزائر والمغرب.

وفيما كانت الجزائر تخطط لاستيراد مليون رأس من الأغنام لإعادة بناء قطيعها، أكدت المفوضية أن توجهها نحو رومانيا تعثر بسبب ظهور مرض طاعون المجترات الصغيرة، مما اضطرها للتحول نحو إسبانيا، الأمر الذي أدى إلى ضغط إضافي على السوق الإسبانية لصالح الضفة الجنوبية للمتوسط.

تبادل في لحم "الغنمي" و"البقري"
ولا يقتصر التعاون الفلاحي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب على الأغنام فقط، بل يمتد إلى لحوم البقر كذلك. حيث أورد التقرير الأوروبي أن المغرب استورد خلال الشهرين الأولين من السنة الجارية حوالي 5.700 طن من لحوم الأبقار من بلدان الاتحاد، محتلا مرتبة متقدمة بين الزبائن الأفارقة.
وسجل الإنتاج الأوروبي من لحم "البقري" تراجعا ملحوظا بلغ 3.3%، مع ارتفاع في الأسعار وصل إلى 28% مقارنة بسنة 2024، ما يعكس أزمة عرض حقيقية في السوق الأوروبية.

آخر الأخبار