بنهاشم يخطط لتغييرات حاسمة في تشكيلة الوداد أمام يوفنتوس

يواصل نادي الوداد الرياضي لكرة القدم استعداداته المكثفة لملاقاة نادي يوفنتوس الإيطالي، في إطار الجولة الثانية من منافسات كأس العالم للأندية، المقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد الخسارة التي تلقاها في المباراة الافتتاحية أمام مانشستر سيتي الإنجليزي بهدفين دون رد.
ويدخل الفريق الأحمر هذه المواجهة بأمل كبير في تصحيح المسار وتقديم أداء يعكس طموحات الجماهير المغربية، في ظل أهمية اللقاء في تحديد مصير الوداد في هذه التظاهرة العالمية، ومدى قدرته على تجاوز دور المجموعات ومواصلة المشوار في البطولة.
ووفقا للتقارير المتداولة فإن الإطار الوطني أمين بنهاشم يتجه إلى إجراء تغييرات محدودة لكن محسوبة على مستوى التشكيلة الأساسية التي خاضت اللقاء الأول أمام مانشستر سيتي. وتشير التوقعات إلى نية المدرب الدفع بالمدافع جمال حركاس بدلًا من عبد المنعم بوطويل في قلب الدفاع، بعد المردود المتذبذب لهذا الأخير أمام ضغط الهجوم الإنجليزي.
كما يُرتقب أن يمنح بنهاشم الفرصة للمهاجم السوري عمر السومة لقيادة الخط الأمامي، بعدما غاب عن المباراة الأولى بسبب التأخر في حصوله على تأشيرة الدخول للأراضي الأمريكية، على أن يحل مكان الجنوب أفريقي كاسيوس مايلولا، الذي لم يتمكن من فرض نفسه في الخط الأمامي خلال اللقاء الافتتاحي.
وتأتي هذه التغييرات في سياق بحث الطاقم التقني عن التوازن والنجاعة داخل رقعة الميدان، خاصة في ظل الأداء المتباين الذي أبان عنه الفريق أمام مانشستر سيتي، والذي اتسم بالندية في بعض الفترات، لكنه افتقر إلى الفعالية في الثلث الأخير من الملعب.
وعلى الرغم من الهزيمة، أبدى الوداد شجاعة تكتيكية وروحًا تنافسية دفعت عددًا من المتتبعين إلى الإشادة بالمستوى الذي قدمه اللاعبون، معتبرين أن نتيجة اللقاء لا تعكس بالضرورة المجهودات التي بذلت على أرضية الملعب، خصوصًا أمام خصم يعد من أقوى الفرق في العالم حاليًا.
ويجد الفريق الأحمر نفسه أمام مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، إذ أن التعثر أمام يوفنتوس يعني بنسبة كبيرة مغادرة المسابقة من الدور الأول، وهو ما يسعى الفريق إلى تفاديه بكل الطرق، من خلال تصحيح الأخطاء الدفاعية، وتحسين النجاعة الهجومية، وإظهار تركيز أكبر على امتداد دقائق المباراة.
في المقابل، يعلم الطاقم التقني جيدًا أن يوفنتوس ليس خصمًا سهلًا، وهو قادم بدوره إلى اللقاء بهدف الانتصار، ما يجعل المواجهة حامية الوطيس ومفتوحة على جميع الاحتمالات.
وتحظى مشاركة الوداد في مونديال الأندية بأهمية كبرى، ليس فقط على المستوى الرياضي، وإنما على مستوى تمثيل كرة القدم المغربية في المحافل الدولية، وتكريس حضورها المتنامي على الساحة الكروية العالمية.
فبعد الإنجازات اللافتة التي حققتها المنتخبات الوطنية في السنوات الأخيرة، يأتي الدور على الأندية المغربية لتعزيز هذا المسار، وإبراز تطور المنظومة الكروية الوطنية التي باتت تحظى باحترام واسع في الأوساط القارية والدولية.
ومن هذا المنطلق، يُنظر إلى مشاركة الوداد في هذه النسخة من كأس العالم للأندية كفرصة ثمينة لاختبار مدى جاهزية الفرق المغربية لمقارعة أندية الصف الأول في العالم، في ظل التحولات التي تعرفها الكرة الوطنية من حيث التكوين، والاستثمار في البنيات التحتية، والاحترافية في التسيير.
وتراهن الجماهير الودادية على ردة فعل قوية من الفريق في المباراة المقبلة، معبرة عن دعمها اللامشروط للاعبين وللطاقم التقني، ومعتبرة أن تمثيل المغرب في هذا الحدث الدولي يفرض على الجميع تقديم الأفضل، بغض النظر عن نتيجة المباراة الافتتاحية.
كما أبدت تفاؤلها بقدرة الوداد على تجاوز المرحلة الصعبة، واستعادة توازنه في الوقت المناسب، من أجل الحفاظ على حظوظه في بلوغ الأدوار المتقدمة، وتقديم صورة مشرّفة عن كرة القدم الوطنية.
ويُعوَّل كثيرًا على خبرة المدرب أمين بنهاشم في التعامل مع مثل هذه اللقاءات الحاسمة، لما يتمتع به من دراية بالخصوصيات النفسية والتكتيكية لمثل هذه المواعيد، حيث من المرتقب أن يعتمد مقاربة أكثر توازنًا، تجمع بين التأمين الدفاعي والتحول السريع نحو الهجوم، مع استثمار نقاط ضعف الخصم وتفادي الأخطاء الفردية التي كلفت الفريق هدفين أمام مانشستر سيتي.