الكربوهيدرات السيئة.. وجه آخر لوباء السكري حول العالم

الكاتب : الجريدة24

05 يوليو 2025 - 09:00
الخط :

في كشف علمي جديد قد يحدث تحولا في سياسات الصحة الغذائية العالمية، أظهرت دراسة حديثة أن النظام الغذائي غير المتوازن، تحديدا استهلاك "الكربوهيدرات السيئة"، هو العامل الأساسي وراء انتشار داء السكري من النوع الثاني، الذي يمثل نحو 95 في المئة من حالات الإصابة بالسكري حول العالم.

البحث، الذي نشر في مجلة نيتشر ميدسن العلمية، استند إلى تحليل بيانات من 184 دولة تغطي الفترة ما بين 1990 و2018، وخلص إلى أن ثلاثة عناصر غذائية رئيسية تتصدر قائمة الأسباب، قلة استهلاك الحبوب الكاملة، والإفراط في تناول الأرز والقمح المكرر، إلى جانب استهلاك اللحوم الحمراء المصنعة.

كربوهيدرات قاتلة بصمت
طبيب القلب وأستاذ التغذية بجامعة تافتس الأمريكية، داريوش مظفريان، وصف نتائج الدراسة بـ"المقلقة"، مؤكدا أن "الكربوهيدرات السيئة"، كالأرز الأبيض والخبز المكرر، أصبحت المحرك الرئيسي للسكري المرتبط بالنظام الغذائي. وأضاف أن هناك تفاوتات واضحة في أنماط الإصابة من منطقة لأخرى، ما يعكس تأثير العادات الغذائية المحلية.

الشباب في خطر
ولم تقتصر ملاحظات الباحثين على نوعية الطعام فقط، بل تعدتها إلى الفئات الأكثر تضررا. فبينما تظهر الأرقام أن الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة بهذا المرض المرتبط بالتغذية، يبدو أن الشباب، وليس كبار السن كما كان يعتقد سابقا، هم الأكثر تأثرا بالعادات الغذائية الحديثة.

خريطة الإصابة
وسجلت مناطق أوروبا الوسطى والشرقية وآسيا الوسطى أعلى معدلات إصابة، وهو ما يعزى إلى انتشار اللحوم المصنعة في أنظمتها الغذائية. أما دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، فقد سجلت بدورها أرقاما مرتفعة، ما يبرز الأثر العالمي للأطعمة المعالجة.

المعركة اليومية
داء السكري من النوع الثاني هو اضطراب يؤثر على قدرة الجسم في استخدام الغلوكوز (السكر) لتوليد الطاقة. وعند الإصابة به، يواجه الجسم مشكلتين رئيسيتين: عجز البنكرياس عن إفراز كميات كافية من الإنسولين، وعدم استجابة الخلايا بشكل سليم لهذا الهرمون.

وتوضح "مايو كلينك" أن المرض يمكن السيطرة عليه، لكن لا علاج نهائي له حتى الآن. وتشدد المؤسسة على أهمية فقدان الوزن، واعتماد نمط غذائي صحي، وممارسة الرياضة كسبل رئيسية لتقليل آثاره.

هل تراجع الحكومات سياساتها الغذائية؟
في ضوء هذه النتائج، تزداد الدعوات لإعادة النظر في السياسات الغذائية والتعليم الصحي داخل المدارس والمجتمعات، وضرورة خفض الاعتماد على الأغذية المصنعة والسكريات المكررة، خصوصا في المجتمعات منخفضة ومتوسطة الدخل التي تستورد غالبا عادات غذائية لا تناسب بنيتها الصحية.

وقد يكون هذا الكشف العلمي بمثابة جرس إنذار لحكومات العالم، فالمعركة مع السكري ليست فقط مع الأدوية والأطباء، بل تبدأ أولا بما يوضع على المائدة.

آخر الأخبار