بايتاس يتجنب احتجاجات آيت بوكماز.. وعامل أزيلال يتعهد بحل مشاكل الساكنة في 10 أيام

الكاتب : انس شريد

10 يوليو 2025 - 06:30
الخط :

امتنع مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، عن تقديم أي تعليق مباشر بشأن المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها ساكنة جماعة آيت بوكماز بإقليم أزيلال، والتي حظيت باهتمام واسع خلال الأيام الأخيرة بعد أن قطعت عشرات الكيلومترات مشياً على الأقدام في اتجاه مقر العمالة للمطالبة بتحسين ظروف العيش وفك العزلة عن المنطقة الجبلية.

وخلال الندوة الصحفية التي أعقبت انعقاد المجلس الحكومي يوم الخميس 10 يوليوز الجاري، طرح عدد من الصحافيين أسئلة متكررة على بايتاس بشأن موقف الحكومة من هذه الاحتجاجات، غير أن المسؤول الحكومي تجنب الخوض في تفاصيل الموضوع واكتفى بالحديث عن مشكل تغطية شبكة الاتصالات، الذي يُعد جزءًا من المطالب المرفوعة من طرف الساكنة.

وقال بايتاس إن الحكومة صادقت خلال اجتماعها على مرسوم يتعلق بتحديث تأليف اللجنة الإدارية المنصوص عليها في القانون رقم 24.96 المتعلق بالبريد والمواصلات، مبرزًا أن من بين اختصاصات هذه اللجنة مجال شبكات التواصل والاتصالات.

كما أشار إلى أن المجلس الإداري للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات سينعقد يوم 23 من هذا الشهر، وسيكون موضوع الشبكة مطروحًا ضمن جدول أعماله، دون أن يعلق على باقي المطالب التي حركت الساكنة.

وتأتي هذه التصريحات في وقت وصلت فيه المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها ساكنة آيت بوكماز إلى مقر عمالة أزيلال، بعد انطلاقها من دواوير جماعة تبانت، ومرورها بقرية آيت امحمد التي قضى فيها المحتجون ليلتهم قبل مواصلة الطريق في اليوم الموالي.

ورفعت خلال هذه المسيرة، التي اتسمت بالطابع السلمي، شعارات تطالب بفك العزلة عن المنطقة وتحسين الخدمات الأساسية.

وشملت المطالب التي تقدم بها المحتجون إصلاح الطريق الجهوية رقم 302 (تيزي نترغيست) والطريق رقم 317 (آيت عباس)، وتوفير وسائل النقل خاصة النقل المدرسي لمحاربة الهدر المدرسي، إلى جانب توفير طبيب قار بالمركز الصحي المحلي وتجهيزه، وتحسين الولوج إلى الخدمات الصحية، وتوفير سيارة إسعاف، وتوسيع تغطية شبكة الهاتف والإنترنت.

كما طالبت الساكنة بإحداث ملاعب قرب وفضاءات خاصة بالشباب، وفتح مركز للتكوين في المهن الجبلية يراعي خصوصيات المنطقة ويوفر فرص شغل محلية، وبناء مدرسة جماعية لتشجيع تمدرس الفتيات، فضلاً عن حماية الهضبة من الفيضانات ببناء سدود تلية، وربط الدواوير بشبكة الماء الصالح للشرب.

وفور وصول المحتجين إلى مقر العمالة، استقبل عامل إقليم أزيلال ممثلين عن الساكنة واستمع إلى مطالبهم. وتعهد، وفق ما أكده حسن لعكون، فاعل جمعوي وعضو في لجنة التتبع، بالاستجابة لعدد من المطالب المستعجلة في غضون عشرة أيام.

وشملت هذه الوعود توفير طبيب قار للمركز الصحي المحلي، وغيرها، إلى جانب برمجة إصلاح الطريق الجهوية رقم 302 وإنجاز ملعب لكرة القدم خلال الأشهر المقبلة، حسب ما أكده حسن لعكون.

وأوضح حسن لعكون، في تصريح مصور بثه عبر صفحته على فيسبوك، أن اللقاء مع عامل الإقليم توج باتفاق على عقد اجتماع موسع خلال الأسبوع الجاري يضم رؤساء المصالح الإقليمية ورئيس الجماعة، يعقبه تنظيم زيارة ميدانية لعامل الإقليم إلى جماعة آيت بوكماز لعقد لقاء مباشر مع الساكنة والمنتخبين المحليين لمواصلة الحوار والتتبع.

وأكد لعكون أن الساكنة تثق في وعود عامل الإقليم، مبرزًا أن المطالب المرفوعة لا تندرج ضمن خانة المطالب التعجيزية، بل تتعلق أساسًا بحقوق اجتماعية وتنموية أساسية يقر بها الدستور، وتطالب بها ساكنة تعاني من التهميش والعزلة في منطقة جبلية شديدة الوعورة.

ويُرتقب أن تُسفر اللقاءات المقبلة عن إجراءات عملية على الأرض، وسط ترقب محلي لمدى التزام الجهات المسؤولة بتنفيذ وعودها، خاصة في ظل غياب مبادرة رسمية على المستوى الحكومي للتفاعل مع هذا الحراك الاجتماعي الذي وُصف بالمنضبط والمسؤول.

آخر الأخبار