فاس: رضا حمد الله
لا تختلف تقاليد وعادات احتفال الفاسيين بعيد الأضحى، عن باقي المغاربة إلا في تفاصيل بسيطة ودقيقة تسبق هذه المناسبة الدينية وبعيد نحر الأضحيةوكيفية التعامل مع لحمها بطريقة سائرة إلى الانقراض أمام ابتلاء العائلات الفاسية بطوس جديدة.
لا تنحصر تلك العادات فيما تباشره يوم العيد وبعيده بيومين أو ثلاث، بل ينطلق الإعداد بأيام تتجند فيها النساء لإعداد حاجيات المناسبة وتنظيف المنزل وطلائه إن اقتضى الأمر، بل تغيير فراشه من أرائك وغيرها وحتى تجهيزات المطبح، كي يبدو في أبهى ترتيب وحلة يوم العيد.
وموازاة مع ترتيب البيت وتجهيزه يحرص الفاسيون كلما دنا موعد العيد، على شراء التوابل اللازمة للأضحية وأعداد مختلف انواع الحلويات والشهيوات بشكل تتحول معه مطابخ منازلهم إلى خلايا نحل تبدع فيها أنامل الفاسيات المشتهى والمميز منها.
ويصبح كبش العيد ضيفا معززا مكرما بوصوله إلى المنزل، حيث تعلو البسمة وجوه الأطفال الذين عادة ما تقتنى لهم الملابس الجديدة يلبسونها يوم العيد ليخرجوا مزهوين بالجميل منها، في لقائهم بزملائهم بالدرب ظاهرة انمحت بسبب ترييف المدينة التي فرطت في تقاليدها.
في يوم العيد يستفيق الفاسيون باكرا وقبل أداء صلاة العيد بالمصليات المحددة، يحرصون على صلة الرحم بأقاربهم لتبركة العيد وعادة ما يكون الوالدان أول المهنئين به قبل الجيران والمعارف، في تقليد استعاض عنه البعض بالهواتف التي حلت محل الزيارة المباشرة
لكن ما لم تمحيه الهواتف عادات نحر الأضحية التي يخضب صوفها بالحناء قبل ساعات من ذلك، في عملية تمر بتسلسل فريد يبدأ بالأ فالأبناء تباعا حسب السن في حال العائلة المركبة القاطن أفرادها بمنازل متقاربة مسافاتيا، قبل أن تتم حاليا الاستعانة بالجزار ومساعديه.
واعتدات بعض العائلات الفاسية، ان يكون الفطور بشواء كبد الأضحية عملا بتقاليد متوارث عن الاجداد لكنها لم تعد تغري الأجيال الحالية التي استعاضت عن ذلك بالعصري من الحلويات، عكس أول وجبة غذاء ما زالت بعض العائلات تحافظ على أن تكون زن الملفوف من الكبد والشحم.
ويخصص مساء العيد لتبادل الزيارات بين الأقارب والاحباب لتبادل التهاني وتوجيه الدعوات بالمناسبة، لحفلات تعد على شرفهم في اليومين المواليين للعيد حيث عادة ما تجتمع العائلاة لتجديد إحياء الرحم بحضور كل الأفراد أو من تيسر لهم ذلك.
