عملية جراحية تعيد الأموي أقدم زعيم نقابي للأضواء

كللت العملية الجراحية التي أُجريت لمحمد نوبير الأموي الكاتب العام السابق للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، اليوم السبت بمستشفى الخليفة في البيضاء بالنجاح ، وقد قام وفد كونفدرالي بقيادة الكاتب العام لCDT عبدالقادر الزاير بزيارته للاطمئنان على حالته الصحية.
ويعد الاموي أحد أشهر القيادات النقابية في تاريخ الحركة العمالية في المغرب، والزعيم التاريخي للكونفدرالية الديموقراطية للشغل، وهو قائدها منذ تأسيسها عام 1967.
ولد محمد نوبير الأموي سنة 1936 في ضاحية مدينة ابن أحمد بالمغرب.
درس في كتاب لتحفيظ القرآن ثم التحق بمدرسة في الدار البيضاء، وتابع دارسته في جامعة ابن يوسف بمراكش ثم بجامعة القرويين بفاس.
انخرط الأموي مبكرا في حزب الاستقلال الممثل للشريحة الكبرى من الحركة الوطنية في عهد الاستعمار الفرنسي، وبمجرد التحاقه بالتعليم، انضم الى النقابة التاريخية التي شكلت آنذاك الجناح النقابي للحركة الوطنية (الاتحاد المغربي للشغل).
اختاره الزعيم المهدي بن بركة مسؤولا عن اللجنة العمالية بالرباط في 1963. وبدأت في هذه المرحلة قصة الأموي مع الاعتقالات والمضايقات السلطوية في ذروة الاستقطاب بين الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والسلطة.
ورحل اسم الأموي الى خارج الحدود مع محاكمة شهيرة له في دعوى رفعتها عليه الحكومة على خلفية حديث لصحيفة إسبانية وصف فيها الوزراء بأنهم "لصوص" حسب دفاع الحكومة، وصدر في حقه حكم بالسجن سنتين نافذتين.
وبانتقال حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى المشاركة في الحكم سنة 1998 بدأت هوة الخلاف تتسع بين الجناح النقابي للأموي والتوجه السياسي للحزب، مما أسفر في النهاية عن انشقاق جديد لأنصار الكونفدرالية بقيادة الأموي في اتجاه دعم حزب جديد هو حزب المؤتمر الاتحادي.
لكن مسار الانشقاق هذا لم يكن دون خسائر بالنسبة لشعبية المنظمة وقوتها العمالية التي يجمع المراقبون على أنها تراجعت كثيرا مقارنة مع سنوات الذروة خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وتراجعت معها قوة الأموي.