بسبب ساعة العثماني..تلاميذ في رحلة من الفجر إلى العشاء

الكاتب : الجريدة24

23 ديسمبر 2019 - 04:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

يعيش تلاميذ القرى معاناة حقيقية تتكرر يوميا للوصول إلى مؤسسات تعليمية يتابعون دراستهم فيها، في رحلة تنطلق فجرا ولا تنتهي أحيانا إلا عشاء خاصة يوم الجمعة وفي ظل التوقيت المثبت دون مراعاة هذه الفئة الأكثر تضررا.

ويقطع بعض التلاميذ مسافات طويلة للوصول إلى المدارس متحملين الظلام ووعورة التضاريس والظروف المناخية الصعبة خاصة أن بعضهم يقطع أودية في الطريق يزداد منسوبها شتاء، أو يمرون عبر غابات كثيفة الأشجار وبها حيوانات قد تؤذيهم.

وما زال النقل المدرسي مجرد حلم يراود تلاميذ بعض القرى البعيدة عن أعين وقلوب المسؤولين، خاصة بتلك غير الموصولة بطرق معبدة، وما أكثرها بالأقاليم القروية خاصة بولمان وتاونات وتازة، حيث يقطع تلاميذ مسافات متفاوتة مشيا على الأقدام أو بالاستعانة بالبهائم في أحسن الأحوال.

هذه المعاناة زادت مع إقرار التوقيت الحالي وتبخر أحلام تقريبهم من المدارس ببناء بعضها بدواويرهم أو بتوفير وسائل النقل المدرسي الكافية واللازمة، في انتظار تعميم المدارس الجماعاتية التي قد تعفيهم رحلة متعبة جسديا ومحفوفة بالمخاطر عبر حبال ووديان وتضاريس تزداد صعوبتها شتاء.

ويضطر بعض التلاميذ لمغادرة منازلهم في ساعة مبكرة من الصباح يكون فيها الظلام ما يزال جاثما على الجبال القاطنين بها، لقطع المسافة بين ديارهم والمدرسة التي لا يعودون منها خاصة بالنسبة لتلاميذ الإعدادي والثانوي، إلى في ساعة متأخرة من الليل خاصة مساء الجمعة الذي لا يغادرون فيه المدرسة إلا مع السابعة مساء.

التوقيت المغضوب عليه، نقمة على هذه الفئة وحتى القاطنين قرب تلك المؤسسات، ما رفع منسوب الغضب في صفوف فعاليات طالبت ببدائل تعفي التلاميذ معاناة كبيرة على حساب صحتهم وراحتهم وما يحتاجونه من راحة لازمة لاسترجاع التوازن النفسي والجسدية.

آخر الأخبار