طهران تنتقم لمقتل سليماني بتحديد 10 أهداف أمريكية

قال القيادي الكبير في الحرس الثوري الإيراني، غلام علي أبو حمزة، السبت 4 يناير 2020، إن طهران حددت عشرات الأهداف الأمريكية في المنطقة، متوعداً بمحاسبة الأمريكيين على قتلهم للقائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، في العاصمة العراقية بغداد.
وكالة «تسنيم» الإيرانية نقلت عن أبوحمزة قوله إن «مضيق هرمز نقطة حيوية للغرب وإن عدداً كبيراً من المدمرات والسفن الأمريكية يمر من هناك»، مثيراً بذلك إمكانية شن هجمات على سفن في الخليج.
أضاف القيادي الإيراني أن طهران «حددت أهدافاً أمريكية حيوية في المنطقة منذ وقت طويل، نحو 35 هدفاً أمريكياً في المنطقة بالإضافة إلى تل أبيب في متناول أيدينا».
كما كرر أبوحمزة تهديدات قادة بلده لأمريكا، وقال إن «إيران ستعاقب الأمريكيين أينما كانوا على مرماها رداً على مقتل قاسم سليماني».
من جانبه، قال كبير المتحدثين باسم الجيش الإيراني، أبوالفضل شكارجي، إن إيران هي من تحدد مكان وكيفية الرد على اغتيال الجنرال سليماني.
شكارجي وصف عملية قتل سليماني بـ «الجريمة الأمريكية»، وأضاف أن «الأمريكيين يعرفون أن إيران لن تستعجل في الرد حتماً، سيكون لدينا خطة لنرد على هذا العمل الإرهابي بشكل طاحن وقوي في المستقبل القريب، لتعلم أمريكا أن إيران، ومحور المقاومة لن يتقاعسوا في الرد على هذه الجريمة الإرهابية»، وفق قوله.
كذلك وجّه شكارجي تحذيراً لواشنطن، قائلاً إنه من «الضروري أن يغادر الأمريكيون المنطقة وإلا سيتلقون ضربات قاسية ويلحق بهم ضرر كبير».
في سياق متصل، نقلت قناة «الميادين» عن المسؤول في «حزب الله» اللبناني، محمد رعد، قوله إن رد «محور المقاومة الذي تدعمه إيران على قتل سليماني سيكون حازماً»، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
أحدث قتل سليماني في بغداد برفقة قادة من الحشد الشعبي العراقي هزة كبيرة داخل طهران، حيث توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الولايات المتحدة بانتقام قاسٍ، كذلك هدد وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، واشنطن، وقال إن طهران «ستنتقم انتقاماً ساحقاً لاغتيال سليماني».
في تصريح لشبكة CNN، اليوم السبت، اعتبر السفير الإيراني في الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، أن قتل أمريكا لسليماني أشبه ببدء حرب، وقال إن «الرد على عمل عسكري يكون بعمل عسكري».
يُشار إلى أن الضربة الأمريكية التي قُتل فيها سليماني جاءت بعد ثلاثة أيام على هجوم غير مسبوق شنّه مناصرون لإيران والحشد الشعبي على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية، ما أعاد إلى الأذهان أزمة السفارة الأمريكية واحتجاز الرهائن في طهران في 1979.
جاءت مهاجمة محتجين للسفارة الأمريكية عقب قيام الجيش الأمريكي بقصف مواقع لكتائب «حزب الله» العراقي، أحد فصائل «الحشد الشعبي»، بمحافظة الأنبار (غرب)، يوم الأحد الماضي، ما أسفر عن سقوط 28 قتيلاً و48 جريحاً بين مسلحي الكتائب.
نُفذت هذه الضربات رداً على هجمات صاروخية شنّتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين، قتل خلال إحداها مقاول مدني أمريكي قرب مدينة كركوك شمال العراق.
وأثبتت إيران وحلفاؤها أن نفوذهم واسع النطاق. في عام 1994، قاد أحد أعضاء حزب الله اللبناني المدعوم من إيران شاحنة محملة بالمتفجرات إلى مبنى جمعية المساعدة اليهودية الأرجنتينية، ما تسبب في مقتل 85 شخصاً. وتلقي الأرجنتين باللوم على إيران وحزب الله في الهجوم، وهو ما ينفياه.
كما تلقي الأرجنتين باللوم على حزب الله في الهجوم على السفارة الإسرائيلية في بوينس أيرس عام 1992 والذي أدى إلى مقتل 29 شخصاً.
ويقول مسؤولون أمريكيون وأرجنتينيون إن حزب الله ينشط فيما يعرف بمنطقة الحدود الثلاثية بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، حيث يمول اقتصاد غير مشروع عملياته.
وكتب سجادبور من كارنيجي على تويتر، إن ما سيحدث «على الأرجح هو هجمات مستمرة بالوكالة ضد المصالح الأمريكية وحلفاء واشنطن على المستوى الإقليمي وحتى العالمي. لإيران باع طويل في هذه الهجمات في أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بدرجات متفاوتة من النجاح».
في الماضي، أبقى قادة إيران الباب مفتوحاً أمام الدبلوماسية لتحقيق أهدافها، لا سيما عندما يتعرض اقتصادها لضغوط شديدة بسبب العقوبات الأمريكية الهادفة إلى إضعاف قيادتها.
وقال دبلوماسي إقليمي كبير: «سبق أن عملت إيران وأمريكا معاً في أفغانستان والعراق ومناطق أخرى. لديهما مصالح مشتركة وأعداء مشتركون. سيدفع الجانبان ثمناً باهظاً في المواجهة العسكرية لكن بوسع الدبلوماسية حل الكثير من المشاكل كما أنها خيار».
واستبعدت إيران إجراء محادثات مع الولايات المتحدة ما لم تعد واشنطن إلى الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 وترفع كل العقوبات التي عاودت فرضها على طهران بعد انسحابها من الاتفاق في عام 2018. وفي مؤشر على أن الباب مفتوح للدبلوماسية، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بعد مقتل سليماني إن واشنطن ملتزمة بخفض التوتر في المنطقة.
يقول سجادبور: «في الوقت الذي يتوقع فيه كثيرون حرباً عالمية ثالثة، فإن العقود الأربعة الأخيرة من تاريخ إيران تبرز أن الشيء الأهم بالنسبة للجمهورية الإسلامية هو بقاؤها. طهران لا تتحمل حرباً شاملة مع الولايات المتحدة في الوقت الذي ترزح فيه تحت وطأة عقوبات اقتصادية مرهقة واضطرابات داخلية، لا سيما من دون سليماني».