بيننا وبينكم الجنائز..المقولة التي صنعت ايديولوجية الاستثمار في الموت

الكاتب : الجريدة24

01 فبراير 2020 - 11:40
الخط :

"بيننا وبينكم الجنائز" مقولة أطلقها الإمام احمد بن حنبل، قبل ما يزيد عن 12 قرنا في وجه المعتزلة، حيث أريد لها لتكون كلمة فاصلة تميز "جماعة الحق من حزب الباطل"، وتفصل بين الفريقين فصلا بيِّنا: "قولوا لأهل البدع: بيننا وبينكم الجنائز حين تمر".

منذ ذلك الحين صار عدد من العلماء والفقهاء حريصون على تمثل هذا الكلام وصار عدد الذين يسيرون خلف نعوش رموز الإسلام محددا في مدى التقوى والإيمان.

لكن هذه العبارة المأثورة في تراثنا العربي والإسلامي، ظلت تُستدعى في ذهنية الإسلام السياسي، في بناء هويّتها المجتمعية على تحويل الموت إلى صناعة يجب استثمارها.

لكن هؤلاء نسوا ان حشودا غفيرة بالملايين سارت خلف جنازات أناس آخرين لم يكونا بالضرورة علماء دين.

فقد شارك في تشييع جثمان كوكب الشرق "أم كلثوم"، أكثر من 4 ملايين شخص حول العالم، انطلقوا من مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير بوسط مصر.

وقُدر عدد المشيعين لجنازة بابا الفاتيكان في 9 أبريل 2005 ، في روما بأربعة ملايين مشيّع، وحطمت بذلك رقماً قياسياً عالمياً من حيث الحضور الشعبي والرسمي، إذ حضر نحو أربعة ملوك، وخمس ملكات، وما لا يقل عن 70 رئيس جمهورية ورئيس وزراء إلى جانب 14 رئيس ديانة مختلفة من كل أرجاء العالم.

وتابع جنازة الأميرة "ديانا"، والدة ولي العهد البريطاني الأمير ويليام، أكثر من مليارين ونصف حول العالم، وشارك في جنازتها حوالي 3 ملايين شخص، بحسب التقديرات البريطانية أنذاك.

ورحلت "ديانا"، ، إثر حادث تصادم في 30 أغسطس 1997، وسط حالة من الشكوك حول أسباب الحادث الذي وقع في أحد أنفاق بريطانيا، وما إذا كان مُدبراً أم لا.

آخر الأخبار