حقائق تاريخية تكذب مزاعم جنرال جزائري هاجم المغرب

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

29 فبراير 2020 - 10:40
الخط :

بعدما هاجم اللواء الجزائري المتقاعد، عبد العزيز مجاهد، المغرب ووجه له عدة اتهامات بخصوص الوضع بافريقيا وشماله والمنطقة المغاربية، رد أحمد نور الدين، الخبير السياسي والمتخصص في ملف الصحراء ب 11 حقيقة تاريخية يتجاهلها حكام الجزائر وجنرالاته.
وكان الجنرال الجزائري تطاول على المغرب، في تصريح له بثته قناة النهار الجزائرية، وقال بان النظام المخزني المغربي أداة في يد فرنسا ولا يخدم الا مصالحها في افريقيا والمسؤول على شبكات المخدرات بالقارة.
وردا على هذه الاتهامات قال أحمد نور الدين إن المخزن المغربي الذي يسبه هذا الجنرال الجزائري هو الذي دعم الثورة الجزائرية بالمال والسلاح والدبلوماسية، وتشهد على ذلك مدن فكيك ووجدة والناظور التي احتضنت قواعد جيش التحرير الجزائري ومعظم قيادته حتى أن اغلب من حكموا الجزائر يعرفون بمجموعة وجدة بدءا من بن بلة وبومدين وصولا إلى بوتفليقة.
وذكر الخبير ذاته، في تصريح، بأن جنرالات وحكام الجزائر لا يجب أن ينسوا أن المغرب الذي يسبونه هو الذي رفض التفاوض مع فرنسا من أجل استرجاع الأراضي التاريخية التي اقتطعتها (فرنسا) من المغرب لتضمها إلى ما كان يسميه الاستعمار ب "الجزائر الفرنسية"، مما دفع محمد الخامس إلى قول كلمته الشهيرة وهو يرفض العرض الفرنسي بإعادة الصحراء الشرقية مقابل وقف الدعم المغربي للثورة الجزائرية، فقال (لا نطعن ثورة التحرير الجزائرية في الظهر، وبعد استقلال الجزائر نتفاوض مع أشقائنا لاستعادة أراضينا..).
ولفت المتحدث إلى أن القاصي والداني في الجزائر يعرفون أن الجنرالات الذين يحكمون الجزائر هم "كبرانات فرنسا" (كبران=caporal) من اولئك الذين خدموا تحت العلم الفرنسي ونصبتهم فرنسا خلفا لها لحكم الجزائر، كما أنه ليس هناك من شعب في كل أنحاء العالم رفع خلال مظاهراته واحتجاجاته ضد النظام شعار " *الشعب يريد الاستقلال* " مثلما فعله الجزائريون، وهذا وحده كاف، يقول الخبير السياسي، لمعرفة من الذي حصل على استقلال شكلي، المغرب كما يدعي الجنرال أم الجزائر كما يقول ملايين الجزائريين في الحراك الشعبي المبارك، وذلك رظا على ادعاؤ الجنرال الجزائري المذكور من كون المغرب حصل على استقلال شكلي مقابل خدنة مصالح فرنسا.

ونبه أحمد نور الدين إلى أنه إذا كان هذا الجنرال الجزائري يتهم المغرب بالتواطؤ مع تجار الحشيش، فإنه ثبت في الجزائر تورط المدير العام للامن الجزائري الجنرال الهامل في قضية تهريب 750 كلغ من الكوكايين عبر ميناء وهران قادمة من كولومبيا، وتمت إقالة العديد من الجنرالات في هذه الفضيحة وحكم على مجموعة منهم بالسجن؛
فضلا عن ذلك، يضيف المتحدث، الجزائر تغرق سنويا أسواق المغرب بحبوب الهلوسة المعروفة بالقرقوبي، وهي لا تزرع في قمم الجبال حتى تخفى على مراقبة واعين الدولة بل تباع في الصيدليات، فكيف تعبر الحدود من الجزائر إلى المغرب كل سنة مئات الآلاف من هذه المخدرات الخطيرة إذا لم تكن حربا يخوضها جنرالات الجزائر ضد المغرب، يتساءل نور الدين.

وذكر الباحث في الشؤون السياسية، بحقيقة الاوضاع السياسية الداخلية التي تعيشها الجزائر داعيا الى الاهتمام بها بدل سب المغرب، قائلا إنه باعتراف قائد الجيش الجزائري والرئيس الحالي: الجزائر تحكمها عصابة "وشهد شاهد من أهلها"، وهي العصابة التي حكمت الجزائر منذ 1962 قتلت كبار القيادات التاريخية لثورة التحرير الجزائرية ومنهم محمد خيدر وعبان رمضان وغيرهما كثير، واضطر الحسين آية احمد إلى المنفى في سويسرا ومحمد بوضياف في المغرب قبل أن تغتاله العصابة الحاكمة في الجزائر، ناهيك عن كون جنرالات الجزائر هم من انقلبوا على صناديق الاقتراع في يناير 1992 وتسببوا خلال العشرية السوداء في مقتل ربع مليون جزائري ولازال قرابة 20الف جزائري مختطفين مجهولي المصير، ولا أحد يدعي في العالم أن المخزن المغربي فعل مثل هذه الجريمة النكراء ضد شعبه؛

وقال احمد نور الدين كوجها كلامه للجنرال الجزائري المتقاعد "ليكن في علم الجنرال أن الذي تعرض لمؤامرة إستعمارية هو المغرب الذي ظل دولة قائمة الذات طيلة 12قرنا متتالية، وتم تقسيمه إلى آجزاء بين إسبانيا وفرنسا، وأما الذي يخدم المخططات الاستعمارية فهو النظام العسكري الجزائري الذي أختار لنفسه مهمة قذرة هي مواصلة ما بدأه الاستعمار ضد وحدة المغرب.

ودعا احمد نور الدين حكام الجزائر ان لا ينسوا أن المغرب هو من دعم الثورة الجزائرية، قبل أن يكون جزاء المغرب أن يجند جنرالات الجزائر كل إمكانياتهم النفطية والدبلوماسية والعسكرية والإعلامية لهدم وحدة المغرب وفصله عن صحرائه، طيلة نصف قرن وهم يمولون ويسلحون ويحتضنون جبهة تندوف الانفصالية حقدا وكراهية للمغرب.

آخر الأخبار