بعد ضجة فيديو الراقصة ماية... لماذا يحبذ البعض ثقافة اللافرح؟

الكاتب : الجريدة24

17 أغسطس 2020 - 04:30
الخط :

فاس: رضا حمد الله

ما معنى أن نقبل ونحلم بالشيء لأنفسنا وننبذه إن أتاه غيرنا. هذه قمة الأنانية والنرجسية أن نحب لأنفسنا ما لا نرضاه لأنفسنا، ونقيم الدنيا فقط لأن أحدا فرح كما لو كان الفرح حكرا علينا ولا نترجاه لغيرنا.

هذه الحقيقة مرة ونعيشها ونحاول أن نتعايش معها قدر ما استطعنا، دون أن نقبل بمحاولة البعض إقبار حق الٱخر في الفرح بطريقته طالما أن ذلك لا يعني غيره ولا يمسه بسوء أو يؤثر على حياته سلبا.

مرد هذا الكلام ما يتم من تشهير في حق أشخاص ظهروا في لحظات فرح مختلفة يعيشون حياتهم كما يرغبون لا كما يرغب غيرهم، ومن ذلك الضجة الكبيرة التي أثارتها صور الراقصة مايا في باخرة رفقة أشخاص قيل بينهم مسؤول في مكتب الفوسفاط، قبل أن يتضح أنه ليس الظاهر في تلك الصور، وكأن ليس حقه أن يفرح.

أليس من حق التراب أن يفرح ويحتفل بأي طريقة يراها، وأليس من حق الراقصة مايا أن تفعل كذلك وأن ترافق من تشاء ووقتما تريد؟. كما أليس من حق أي كان أن يعيش حياته كيفما يريد، دون أن ينتظر إذنا ممن ينصبون أنفسهم أوصياء على الأخلاق والمبادئ وكأنهم وحدهم مالكوها الشرعيون دون غيرهم؟.

تلك بعض من أسئلة مؤرقة للنفس يجب أن رسائل كل واحد منا نفسه يوجد الجواب عنها ولو في قرارة نفسه دون إعلانها علينا، لأن الأساس إقناع الذات قبل الٱخر، بحق كل الناس أيا كانت درجاتهم وطبقاتهم الاجتماعية، في عيش حياتهم وممارسة حقهم فيها وفي الفرح والإستمتاع باللحظة، دون انتظار تأشيرة من أشخاص يبدو أنها غالوا في أنانيتهم.

حتى لو كان التراب هو الظاهر في الصور والفيديوهات، فما العيب في ذلك، أين هذا التراب شخصا وإنسانا قبل أن يكون مسؤولا بمكتب الفوسفاط، وما يمنعه من ركوب الباخرة جماعة أو لوحده، وما يمنعه من مرافقة الراقصة مايا في رحلة يمكن لأي كان أن يكون بين أفرادها طالما أن الباخرة مكرية بمبلغ مكتتب فيه، وحتى ولو كان بشكل فردي. فلكل الحق في ذلك ومشاركة من يشاء في فرح اللحظة، ولو أن التراب لم يكن بينهم كما اتضح لاحقا.

ليست مدافعا عن التراب ولا الراقصة ماية ولا أحد ظهر في تلك الرحلة، لكن يحز في نفسي أن أسمع باستمرار أسطوانة تتكرر كلما تعلق الأمر بالٱخر ومن طرف أشخاص يروق لهم التشهير بالناس أيا كانت مراكزهم الاجتماعي، وكما يقول المغاربة "بنادم هو اللي يديها فللي كيحرقو ويخليك عليه الناس".

آخر الأخبار