حرب "كسر عظام" دبلوماسية.. هكذا أحرقت شعلة الخارجية المغربية مرامي الجزائر

هشام رماح
سقط صبري بوقادوم، وزير الخارجية الجزائري في شرود، بعدما منَّ النفس بمقارعة الدبلوماسية المغربية وفرض بلاده كرقم "مهم" في المعادلات الدولية والإقليمية.
وتكررت خيبات الوزير الجزائري، حتى جعلته في "كوليماتور" النظام العسكري، إذ يرتقب أن يضحى به قريبا مثل كبش فداء.
هذا الطرح يزكيه غياب صبري بوقادوم وحرمانه من لقاء "مارك توماس إسبر" وزير الدفاع الأمريكي حين زيارته للجارة الشرقية للمملكة، بحر الأسبوع المنصرم.
واختار صبري بوقادوم، في مناسبات عديدة، نكأ الخلاف بين المغرب والجزائر وهو يحاول تحقيق "انتصارات" وهمية على الدبلوماسية المغربية.
ووجد ممثل الدبلوماسية الجزائرية، نفسه محشورا في الركن بعدما انفلت من بين يديه الملف الليبي، وقد اختار الفرقاء في البلد المغاربي الشقيق المملكة أرضا للسلام والوئام بين الإخوة.
ولم يحقق بوقادوم أي "نصر" رغم محاولة الجزائر الركوب على الملف الليبي عبر اللمز من بعيد لـ"اتفاق الصخيرات" وطرح مبادرة من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، لحل الأزمة الليبية.
وأحرقت شعلة الحماس التي تملكت المغرب لرص صفوف الإخوة الليبيين كل المرامي الدفينة التي تملكت الجزائر عبر الترويج لنفسها كطرف أساسي في القضية وحرصها على تقزيم دور المملكة.
وإذ لم ينجح عبد المجيد تبون في استمالة الفرقاء الليبيين، فإن اللوم يلقى حاليا على صبري بوقادوم، الوزير الذي فشل في إدارة الملف وجعل الأطراف الليبية تولي وجوهها قِبَلَ المغرب.
وتوسم الفرقاء الليبيون في المغرب قائدا حكيما للمساعي التصالحية دون إيلاء أهمية للجزائر التي تصبو لتنصيب نفسها وصية على المنطقة المغاربية.
واكتفت الجزائر كعادتها بتعزية فشلها الدبلوماسي بتحرير بلاغات "رنانة" لم تمت لأرض الواقع بصلة، وهي ترى نفسها خارج وارد أجندة الليبيين.
ويجمع متتبعون على أن صبري بوقادوم، الذي ركن دائما لحرب الأنباء المضللة (الـ"الأنفوكس")، ضد المملكة، لم يعد على وئام مع ساكن قصر المرادية ولا قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي.
وأصبح يُنظَر للرجل على أنه عبء على النظام، بعدما أحرجه مرارا وهو يشيع أنباء تتغيا النيل من المغرب في حرب "كسر عظام" بصبغة دبلوماسية.
وبتسجيل المغرب لحضور قوي في مالي، فإن صبري بوقادوم يستشعر أزوف نهايته، بعدما وجه إليه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ضربة غير مسبوقة.
وظلت الجزائر تتبجح بأنها من تملك مفاتيح تعقيدات الملف المالي، لكن "النقلة" الدبلوماسية المغربية إلى باماكو بناء على تعليمات من العاهل المغربي الملك محمد السادس، أثبتت خلاف ذلك.
وقاد ممثل الدبلوماسية المغربية مباحثات مع أضلع السلطة الانتقالية في البلاد، ضمن جهود المملكة لمواكبة الانتقال السياسي الصعب وتقريب وجهة النظر بين الفرقاء كافة.
في المقابل، اكتفت الجزائر بالدفاع عن نفسها وهي تحاول التنصل مما اقترفه جيشها بتهور من جنرالاته وبمباركة من عبد المجيد تبون بسيطرته على أراض مالية في غفلة من أهل الدار.