الخرقة الوزانية.. جلابة تقترن منذ قرون بمدينة تتسلق جبلي "بوهلال" و"بوعقيقة"

الكاتب : الجريدة24

29 أكتوبر 2020 - 10:40
الخط :

مدينة وزان المغربية تقترن منذ قرون بصناعة الجلابة التقليدية المعروفة بـ"الخرقة الوزانية"، هذه الصناعة تتطلب مراحل عدة كجلب الصوف من السوق، ثم غسله في سقاية خاصة بحي القشريين، ثم تتم عملية الغزل من قبل صناع تقليديين بآلات قديمة وأخرى نصف حديثة حتى يصبح خيوطا متناسقة صالحة لصناعة جلابة تكلف الكثير من الجهد والوقت.

صناعة الجلابة التقليدية تشكل نشاطا رئيسيا لساكنة مدينة وزان التي تتسلق جبلي "بوهلال" و"بوعقيقة"، وعملية تداولها بالبيع تتم بواسطة ما يعرف بالدلالة التي تحترم فيها أعراف المنطقة عن طريق الاعتماد على "التكتم والثقة".

نور، رجل أربعيني، مجاز وقد صرف النظر عن إنجازه الدراسي ليصبح نساجا لخيوط الخرقة الوزانية أو (درازا) كما يدرج على ذلك الوزانيون، خلف والده في هذه الحرفة وهو يدأب على صناعة ما تعرف بـ"الرقعة" التي تعتبر أساس الخرقة الوزانية.

نور، متشبث بوزان، ولا يستطيع فراقها البتة، وما يقوي لحمته بالمدينة حيث تلتئم أشجار التين والزيتون، الخرقة الوزانية، التي يراها موروثا عن السلف حافظ عليه الخلف بسبب المناخ الجبلي البارد المسيطر على المنطقة.

يحكي نور، الذي تحدث مع "الجريدة 24" بأن أولى مراحل صناعة الخرقة الوزانية تنطلق من حي "القشريين"، حيث سوق الصوف الذي تلتجئ إليه نساء وزان لاقتناء الصوف، وبعد ذلك يعمدن إلى غسله في العين المشهورة بـ"الشرشورة" وهو المكان الذي ينبع منه ماء زلال على مدار العام.

بعدما تغسل الصوف يغزلنه داخل بيوتهن إلى غزله بواسطة مشط تقليدي يسمى (القرشال)، لإزالة العوالق من الصوف الذي يزداد ليونة حتى يكون سهل التحول إلى خيوط، ومن ثمة يعرضنه للبيع على نساجين "درازة"، حيث يتم نسج رقع من ثوب الخرقة الوزانية، حيث تتم هذه العملية بواسطة آلة تقليدية مدولبة من الخشب، والمحلات تجاور ضريح مولاي عبد الله الشريف مؤسس مدينة وزان.

الرقع تعرض للبيع عبر الدلالة، وكثيرون من يشاركون في العملية التي تنطلق مع تباشير الصباح خاصة يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع، كما أنها ترتكز أساسا على التكتم والدفق الكبير للثقة بين أصحاب الرقعات والمشترون من "الخياطة" والذي يضمنه الدلالون في "دار الضمانة".

آخر الأخبار