ترحال السياسيين قبيل الإنتخابات..ابتزاز وجشع انتخابي !

مع اقتراب "موسم الإنتخابات" يبدأ "موسم الهجرة عند السياسيين" والترحال السياسي، وقد طفت على سطح المنابر الإعلامية مؤخرا أخبار تفيد غضب قياديين بالعدالة والتنمية من حزبهم ونيتهم الإلتحاق بالأحرار فيما اختارت أسماء من التقدم والإشتراكية اتخاد الإتحاد الإشتراكي لونا لها واختار آخرون ملاذات حزبية "آمنة" تحقق لهم في أغلب الأحيان مبتغاهم الإنتخابي ولا تكون انتقالات مبنية عن قناعة تغيرت في العقيدة السياسية أو الإيديولوجية.

واعتبر عبد الرحيم العلام، الباحث في العلوم السياسية، أن ظاهرة الترحال السياسي من حيث المبدأ لا يمكن السجال فيها، إذ أن لكل شخص حريته السياسية إن هو رغب في تغيير قناعاته وأفكاره، إلا أن المشكل في هذا الموضوع هو عندما يرتبط بمرحلة ما قبل الانتخابات بأيام أو أشهر، ويصبح مغلفا بشبهة المصلحة.

وتابع في حديث مع الجريدة24 أن نسبة كبيرة من محترفيها تواجههم شبهة غياب المبدئية في هذا الموضوع؛ إذ كان يمكن أن يغيروا لونهم السياسي في بداية انتدابهم الانتخابي أو منتصفه، أما أن يتركوا الأمر إلى حين اقتراب الاستحقاقات، فهذا يعني أنهم يبحثون عن ملاذات آمنة  في أحزاب أخرى، إذ يعلم الواحد منهم أنه لم تعد له حظوظ في حزبه، أو يكون من المغضوب عليهم، لذلكوغالبا يكون فرارهم من السفينة التي توشك على الغرف، محاولة نجاة عبر التمسك برأس لائحة في مكان آخر.

ومن وجهة نظر القانون فإن الترحال السياسي محرم، ويشدد على أن من يغير حزبه يفقد مقعده الإنتخابي، وهو ما يفسر لجوء معظم هؤلا ممن "لا لون لهم" إلى الحصول على الإقالة بدل أن يقدموا استقالاتهم.

إن الذي يمكن التعويل عليه لإقبار ظاهرة "الحربائية السياسية" بحسب العلام،  هو وعي الناخبين والمواطنين بضرورة بمعاقبة الأشخاص الذين لا لون لهم، والأشخاص الذين يجدونهم في كل مرة في حزب مغاير، بعدم منحهم أصواتهم.

أما عن تأثير الترحال السياسي على المشهد الإنتخابي، فهو محتشم لاعتبار وحيد وهو تشابه جميع الأحزاب السياسية في المغرب، وكما قال الباحث فهي  شبيهة بالكارتلات التي تظهر التنافس لكن تقدم نفس السلع، وحتى الأحزاب الوطنية التي كان المغاربة يميزون بينها وبين الإدارية وكانوا يظنون أنها ستصنع الفرق برامجيا، اتضح جليا من خلال تدبيرها للشأن العام أنها نسخ للأخرى مع فروقات بسيطة.