حينما اصطاد الجيش المغربي القوات الخاصة الجزائرية حتى مات قائدها عطشا بالصحراء

الكاتب : الجريدة24

21 نوفمبر 2020 - 12:30
الخط :

مشكلة العسكر الجزائري اتجاه المغرب انه لا يتعلم من تجاربه، فرغم إخفاقاته المتكررة فهو مصر على تكرار نفس التجارب، من ذلك الهزيمة التي مني بها في معركة امغالا التي وقعت فصولها نهاية السبعينات من القرن الماضي.

فعندما استلمت القوات المسلحة الملكية المغربية، القيادة و السيطرة على الساقية الحمراء، دفع الرئيس هواري بومدين كتيبة من المخابرات الجزائرية إلى الإقليم لغرضين اثنين لاستقطاب و إغراء العناصر الصحراوية التي كانت تعمل في صفوف الجيش الاسباني و خاصة من قبائل الركيبات و البيهات و إغراءهم للانضمام إلى جبهة البوليساريو التي تقود مشروع الانفصال في الإقليم.

الهدف الثاني تمثل  في إخراج سكان الصحراء عن طريق التخويف والترغيب و الترهيب و قتل و اختطاف كل عائلة صحراوية كانت تعارض النزوح إلى مخيمات لحمادة بتندوف. إضافة إلى نشر إشاعات أن الجيش المغربي يدفن كل صحراوي أو صحراوية حيا في الكثبان الرملية أو يرمى به في المحيط.

حتى نبرز حقائق هذه المعارك العسكرية التي شهدتها قرية امغالا في السبعينات، و التي شابها الكثير من اللغط و التشويه، فان امغالا هي عبارة عن قرية صغيرة تبعد عن مدينة العيون عاصمة إقليم الصحراء بـ220 كلم و عن ولاية تندوف الجزائرية بـ 60 كلم، فاسمها البربري يعني المحطة، حيث كانت تتوقف قوافل الرحل الصحراويين عندها، لوجود آبار للمياه العذبة، و كانت هذه النقطة الإستراتيجية نقطة اهتمام و مراقبة من طرف الجيش الاسباني.

فسياسة الرئيس هواري بومدين كانت تعتمد على مخطط جهنمي هو إخراج نسبة كبيرة من القبائل و التجمعات الصحراوية و بالقوة، و استعمالها كورقة ضغط ضد المغرب، و هذا ما تأكد بعد ذلك.

و لقد انكشف هذا المشروع الذي طبقه العقيد قصدي مرباح للجيش الملكي المغربي، الذي سارع الى تحرير اكبر نسبة من الأراضي الصحراوية و حماية المواطنين العزل من غارات الجيش الجزائري، الذي كان مسلحا بذبابات صغيرة و قذائف RBGالمضادة للدبابات و سام 7 المحمولة على الأكتاف والمضادة للطائرات.

و لقد تسللت إلى الإقليم الكتيبة رقم 97 و الفرقة 112 من القوات الخاصة و فرقة من القبعات السوداء. فهذا التدخل المباشر الجزائري للإقليم كان مدعوما من طرف ميليشيا البوليساريو التي كانت تلعب دور الذراع البشري للقوات الجزائرية و تدلها على المسالك الوعرة و المخابئ.

ففي 26 فبراير 1976، نصب الجيش المغربي فخا لفرقة من القوات الخاصة الجزائرية ،و لازالت محاضر الصليب الأحمر الدولي تؤكد ان هذه الفرقة هي فرقة النخبة التابعة للواء القبعات السوداء، و ليست مكونة من شباب الخدمة الوطنية كما تروج له بعض الأقلام المأجورة و بعض الدكاكين الاعلامية المعروفة بولائها للمؤسسة العسكرية الجزائرية.

حصيلة هذه المعركة الأولى هو أسر 112 ضابط و ضابط الصف و جندي، و هروب قائدها تائها في الصحراء و الذي عثر عليه فيما بعد ميتا بسبب العطش.

لقد قام الجيش المغربي بمعاملة إخوانهم في الدين والدم و التاريخ معاملة إنسانية لا زال يذكرها بعض الأسرى عند عودتهم الى الجزائر، و التي كانت سببا في إقصائهم و إبعادهم عن الجيش الجزائري بدون تقاعد أو تعويضات، و لازال نضالهم مستمرا إلى الآن.

أما امغالا 2 ، فلقد اقسم هواري بومدين أن ينتقم لهذه الهزيمة النكراء مستعملا الوسيط التونسي، وزير الداخلية السابق في عهد الرئيس بورقيبة، لينقل خطابا ملغوما و كاذبا من الرئيس بورقيبة الى الملك الحسن الثاني، الذي كان يتأهب لإعطاء أوامره إلى الجيش الملكي للوصول إلى الحدود الدولية مع الجزائر، فالطاهر بلخوجة وزير الداخلية الأسبق يتحمل المسؤولية التاريخية لما وقع في أمغالا 2 في 28 فبراير 1976.

لكن الجيش المغربي تمكن برد كل الهجومات بعد ذلك من طرف الفيالق المزدوجة المكونة من الانفصاليين و القوات الخاصة الجزائرية حيث تمكن من تمشيط الصحراء بكاملها و كان يعلم ان مديرية الأمن العسكري في هجوماتها المتكررة كانت تخفي أسلحة متطورة باستعمالها في الوقت المناسب ضد المغرب.  الملك الحسن الثاني اخطأ في عدم استعماله لقنواته الاستخباراتية لمعرفة حقيقة مضمون كذبة بلخوجة التي كانت لغما دبلوماسيا.

استطاع المغرب بعد هذه المرحلة أن يبسط سيطرته على جبال الوركزيز التي كانت البوليساريو تقيم عليها منصات صواريخ مضادة  للطائرات حيث  استطاع مقاتلو الجبهة أن يسقطوا طائرتين واسر طياريها من  بينهم علي نجاب ،وكانت منطقة وركزيز منطقة مكشوفة استطاع الطيران الحربي المغربي من  تنقيتها عبر تضحيات جسام كما انشأ وحدات تدخل سريع على طول الحدود المغربية الجزائرية  الموريتانية كوحدة احد والزلاقة وبدر وكانت تلك الوحدات تجوب تلك المناطق ليل نهار وظلت في حالة استنفار دائم.

آخر الأخبار