من "طيور ظلام" عادل إمام الى "وهيبة زيان"

الكاتب : الجريدة24

05 ديسمبر 2020 - 11:30
الخط :

"الفاسد لا يختلف كثيرا عن المتطرف.. كلاهما يحاول تطويع المجتمع الصامت لخدمة مصالحه الخاصة" إنها المتلازمة التي صاحبت فيلم "طيور الظلام" لعادل إمام الذي شخص دور المحامي الذي ضرب كل المبادئ والأخلاقيات عرض الحائط ونهش لحم إحدى زبوناته نيئا.

نفس الدور الذي أداه "الزعيم" في الفيلم الذي أنتج في 1995، تجسد على أرض الواقع وقد لعبه محمد زيان، المحامي صاحب "الدكان الليبرالي"، الذي شرع فمه كثيرا أمام العامة وأخفى عنهم أنه يستلذ باللحم النيء "خضر"، بعدما تلقى من زبونة له على سرير فندق، عمولة مقابل دفاعه عنها في قضية أثارتها ضد أحد رؤسائها.

وكيف لمحمد زيان، أن يقاوم  الـ"ميكيافيلية" التي تتجذر في نفسه، وأن يخالف استراتيجية "الأرض المحروقة" التي يتقنها، حتى يتمنع عن ممارسة الجنس مع إحدى موكلاته، كما ظهر في فيديو مسرب وهو عاريا و"الزبونة" تمسح مؤخرته.. اللهم لا شماتة.

ولم يدر بخلد وحيد حامد، صاحب قصة "طيور الظلام" أنها ستتجسد أمام العيان هنا في المغرب، بعيدا عن أرض الكنانة وأن محمد زيان أتقن دور المحامي "فتحي نوفل" الذي أداه عادل إمام كما أتقنت زبونته "وهيبة" دور سميرة المومس التي استغلها هذا المحامي، والذي أدته الممثلة المصرية "يسرا".

وبعيدا عما دار في غرفة الفندق إلى حيث أوى محمد زيان ووهيبة لقضاء الوطر، فإن الرجل (وهكذا وصف لا يطلق على الذكور التي تقيم علاقات غير متكافئة مع النساء)، أسقط حذره وسقط في براثن نرجسيته التي جعلته يظن نفسه فوق الجميع، بالزعيق أمامهم بما لا يوافق شخصيته المريضة، ويخالف أخلاقيات مهنة شريفة يتلخص نبلها في نصرة المظلومين والدفاع عنهم لانتزاع حقهم نزعا.

وظهر صاحب حزب "السبع" في فيديو مسرب جرى تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتراسل الفوري، عاريا و"زبونته" تمسح مؤخرته، لكن العجيب هو أن الغرفة حيث التقط الفيديو جمعت الشامي بالمغربي إذ أن العفيفة التي "ناضلت" لتخليص مؤخرة زيان من بعض الشوائب ليست غير ضابطة شرطة سابقة كانت تعمل بمفوضية الأمن بمدينة أزمور، وصاحبة شكاية كيدية رفعتها ضد مسؤول رفيع المستوى بالجديدة، أوكلت "الذكر" للدفاع عنها.

وفيما يتقن محمد زيان المحاضرة في الأخلاق ومحاربة الفساد، فإنه فشل في كسب دعوى "الزبونة" في المرحلة الابتدائية والاستئنافية قبل أن تغادر المغرب نحو الديار الأمريكية، عبر الزواج من أجنبي، لكن الخسارة لم تقف عن حدود الدعوى العمومية المثارة بقدر ما تتبدى في السقوط في المحظور، بعد جري طويل ومتعرج بين الأوتاد.

إن في فضيحة محمد زيان وهي بـ"جلاجل"، لعبرة لمن تسول له نفسه الاقتيات على اللحم الـ"خضر"، كما في فيلم "طيور الظلام"، الصالح في كل زمان ومكان بالعالم العربي خصوصا، الكثير من العبر لأمثال هذا "الذكر" باختلاف الإيديولوجيات والتيارات والتي تساوي بين الفاسد والمتطرف.

ولكل غاية مفيدة.. ترجى مشاهدة الفيلم المصري.. أما الفيلم "المغربي" فلا يزال طويلا ومشوقا.

آخر الأخبار