للمطبلين لفلسطين.. يمكنكم العودة لهذا الفيديو لـ"حكيم الثورة الفلسطينية" في زيارته للمخيمات سنة 1979

هشام رماح
لم تنقض بعض النعرات التي كانت تبدر عن بعض رموز ما يوصف بـ"الثورة الفلسطينية"، عهد المغرب مع فلسطين، رغم أن هؤلاء ما فتئوا يعلنون وقوفهم إلى جانب انفصاليي "بوليساريو" دون أن يلتفت المغاربة لمثل هكذا مناوشات.
للمطبلين لفلسطين، يمكنهم العودة لخطابات "جورج حبش" الذي يوصف بـ"حكيم الثورة الفلسطينية" الذي عبر صراحة، كما هو موثق بالفيديو أثناء زيارته لمخيمات "العار" في 1979، عن عدائه للمغرب ومساندته للجبهة الانفصالية متوسلا بذلك بكيل من السباب والشتم لرموز المملكة دون أن ينال ذلك من العهد الذي سبق وقطعته على نفسها بمساندة القضية الفلسطينية.
وبعيدا عن النزعة "القومجية" فإن المغرب لا ينتظر دروسا في فصل "العروبة" وما غيرها من شعارات فضفاضة، ومنطلق ذلك أن موقفه ظلا واضحا بلا مواربة، إيمانا بأن التعايش السلمي بين الدولتين هو حل أنسب لجميع الأطراف في الشرق الأوسط، بعدما غدت إسرائيل طرفا متجسدا على الأرض لا يمكن اجتثاته منها بالزعيق والصراخ والتحاف الأعلام.
وبموازاة دفاع المملكة المستميت عن فلسطين، فإن العودة لفيديوهات "جورج حبش" تكشف أن ليس كل الفلسطينين سواء فمنهم العقلاء وكذلك السفهاء الذين نازعوا المغرب استكمال وحدته الترابية، وأمثال "جورج حبش" كثر لا يزالون يجولون بين الأمصار حيث يغتنون على ظهر قضية عمرت طويلا وقد سخروا أنفسهم لمهاجمة المملكة من كل حدب وصوب.
إن فلسطين للفلسطينيين ولجميع العرب والمتدينين بمختلف الديانات السماوية، وخدمة القضية لن يتم حتما بقطع العلاقات بشكل بات مع إسرائيل. لماذا؟ لأن الطبيعة لا تحب الفراغ وممانعة الدول العربية في ربط علاقات مع الدولة العبرية يجعلها منفتحة على ما دونهم من دول العالم وهم كثر وأولهم تركيا التي تأكل الغلة وتسب الملة.
إن في عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لمواجهة "بوليساريو" على طاولة الأعضاء درس بليغ يؤكد على حنكة المملكة في تدبير ملف لا يبغي الجيران حلحلته، فكان من الذكاء العودة إلى حضن هذه الهيئة لمقارعة الحجة بالحجة ودحض الادعاءات ووقف المؤامرات التي كانت تحبك بإيعاز من الجزائر وجنوب إفريقيا وغيرهما علانية وفي الكواليس حينما كان المغرب "خارج الصندوق".
كذلك استئناف المغرب لعلاقاته مع إسرائيل، ينصب في هذا الاتجاه، فأن تفاوض على قضية فلسطين من موقف الند للند اقتصاديا وما غير ذلك أفضل من التزام الحياد وبث الجمود في القضية الفلسطينية، وما قد تنتزعه المملكة في علاقاتها مع إسرائيل حتما هو أكبر وأكثر مما ستخسره القضية عند ممانعتها.
إن زمن التطبيل ودغدغة المشاعر ولى، وما يسمع هنا وهناك من شعارات خاوية ما كان ليسمع والمنتقدون يرون كيف أن الجزائر تحاول جاهدة وبلا خجل منذ عقود دق إسفين في خاصرة المغرب.. ولم ينتقدها أحد.. أما الآن فللجزائر أن تعلم أن المغرب ماض في طريقه ولم يعد ما يجمعها بالمملكة خير رقعة جغرافية ولها أن تنتبه لما يهمها.. أما فلسطين فهي في القلب ولن تخسر شيئا باستئناف المملكة لعلاقاتها مع إسرائيل والمستقبل كفيل بتأكيد ذلك.
إن عهد المملكة مع فلسطين يمتد منذ قرون طويلة، وهي لن تؤتى من قبلها.
https://www.facebook.com/100028430356550/posts/221585495465794/?d=n