المغرب يجهض مخططا سريا للجزائر وتركيا بإقامة قاعدة عسكرية قرب الكركرات

الكاتب : عبد الإله سخير

19 ديسمبر 2020 - 02:30
الخط :

دق الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في الدقيقة 90 من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، آخر مسمار في نعش مخطط جهنمي كانت تعد له الجزائر بمساعدة تركية في منطقة شمال إفريقيا.

المخطط الذي كان يعد له على نار هادئة كان يهدف إلى إقامة قاعدة عسكرية لتركيا بالكويرة التي لا تبعد عن الكركرات بسوى عشرات الكلمترات.

واهم من يعتقد أن الاعتراف الأمريكي الأخير بمغربية الصحراء هو صفقة مقايضة للتطبيع مع إسرائيل.

صحيح أن الاتفاق تزامن مع نفس الحدث، لكن الأمر أكبر بكثير مما ذهب إليه البعض، وحدهما المخابرات التركية والجزائرية اللتان كانتا ترعيا المخطط السري المجهض ممن تلقتا الصفعة القوية وتدركان حجم الخسارة التي منيا بها.

العارفون بخبايا صناعة القرار الدولي يدركون أن المرسوم الرئاسي الذي وقعه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، ليس قرار شخص واحد، وانما تدخل سريع من قبل صانعي القرار الأمريكي الملزم لجميع الرؤساء المتداولين على دفة حكم البيت الأبيض.

لمن لم يدرك بعد طبيعة التحولات الأخيرة التي تعرفها منطقة شمال إفريقيا، لن يعرف سر هرولة تركيا نحو لييبا وتحالفها السري مع العسكر الجزائري، الذي كاد يمهد لها الطريق لإقامة قاعدة عسكرية بمنطقة الكويرة، بدعوى محاربة الإرهاب المتطرف.

المغرب انتبه مبكرا لهذا المخطط غير الملعن، حيث تم التمهيد له بدفع مرتزقة البوليساريو لاحتلال معبر الكركرات وبالتالي فتحه في وجه عصابات التهريب والتنظيمات المتطرفة التي ترعاها المخابرات الجزائرية، حيث كانت هذه التصرفات مجرد تمهيد لتغيير الوضع القائم.

لذلك اتخذ المغرب قرارا عاجلا يوم 13 نونبر الماضي وحسم موقعة الكركرات عسكريا وطرد المرتزقة من المعبر، ثم كانت أول رسالة يبعث بها المغرب من داخل معبر الكركرات هي إقامة مسجد، وهي دلالة رمزية لكون المنطقة محرم أن يكون فيها أي نفوذ للاسلام المتطرف، وإنما الإسلام المعتدل الذي تجسده مؤسسة إمارة المؤمنين.

تركيا التي تحلم بأمجاد الخلافة العثمانية المنتهية والتي بقي المغرب عليها عصيا، جربت من جديد أن تحاصر المغرب من خلال حدوده الجنوبية، وحاولت جاهدة ان تجر دول الخليج لصالحها خاصة قطر والإمارات لكنها لم تجد أية مسايرة من طرفهما.

قد يقول قائل أي مصلحة لأمريكا بالنزول بكامل ثقلها في المنطقة وتقديم تنازل كبير للمغرب وتقديم الصحراء في طبق من ذهب للرباط، بعدما كانت تستعملها كورقة ضغط ضد المغرب؟

الجواب بسيط للغاية شمال إفريقيا والقارة السمراء عموما صارت في الآونة الأخيرة مطمع جديد للغزو الصيني والروسي وأي تأخر لأمريكا يعني نهاية النفوذ الغربي على القارة السمراء، وبالتالي لا مناص لها بعقد حلف استراتجي مع المغرب للتصدي للأطماع الصينية والروسية والتركية.

هل بإمكان أمريكا أن تغامر بقوية وتمديد الجدار الأمني، وإقامة ميناء بالداخلة ومصانع للسيارات وأيضا استثمارات بالملايير في مشروع الطاقات المتجددة بالمنطقة؟ لو لم تكن تدرك خطورة ما يحاك من قبل الفاعلين الدوليين والإقليميين الجدد.

وبخلاف ما يعتقده البعض بكون الرئيس الجديد للولايات المتحدة سيتعامل مع اتفاق ترامب الأخير بالتجاهل فان العكس هو الصحيح، لسبب بسيط كونه نتاج صانع القرار الأمريكي وليس وليد اللحظة أو رد فعل أو صفقة عابرة، بالأحرى أن يكون مجرد تغريدة على تويتر.

آخر الأخبار